المصدر: وكالة أخبار اليوم
الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021 17:34:02
لا يمكن التعاطي مع الجولة التي قامت بها السفيرة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا على القيادات اللبنانية امس كسابقاتها من الزيارات الدورية او تلك التي اخذت طابع "المهمة"، لان الكثير من المعطيات تغيّرت على اكثر من صعيد وتوجّه واتجاه.
ماذا يعني ذلك في القراءة الدبلوماسية؟، يعني امرا اساسيا وهو "ان دوروثي شيا في عهد الرئيس دونالد ترامب هي غيرها دوروثي شيا في عهد الرئيس جو بايدن، فكل ادارة لها سياساتها واسلوبها وتوجهاتها في التعاطي مع الدول والمكونات وحتى الاشخاص".
ولتوضيح الصورة اكثر فان "شيا الحربجية في عهد ترامب نتيجة التوجيهات والتعليمات التي كانت تتلقاها والتي تعكس اسلوب ونهج وسياسية ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، هي الان اصبحت شيا الحوارية ذات الخطاب الهادئ المنفتح على تقبل اراء الاخر وان كان المضمون لن يختلف كثيرا جدا لجهة الاهداف انما ما سنلمسه تباعا هو تغيير جذري في الاسلوب والاداء".
فما الذي حملته السفيرة الاميركية شيا في جولتها على المسؤولين اللبنانيين؟
وفق معلومات خاصة بوكالة "اخبار اليوم" ان "السفيرة شيا طرحت المواضيع الاساسية الآتية:
اولا: قامت شيا بعرض الخطوط العريضة للتوجهات الجديدة للادارة الاميركية داخليا وخارجيا والتي ستكون اكثر وضوحا بعد تثبيت وزير الخارجية الجديد أنتوني بلينكن من قبل مجلس الشيوخ.
ثانيا: شددت على اهمية الاسراع في تأليف الحكومة اللبنانية للاستفادة من الاستعداد الدولي لمساعدة لبنان وفق برنامج اصلاحي هادف وواضح، ولمنع المزيد من التدهور الحاصل على مستويات مختلفة.
ثالثا: ركّزت على اهمية استمرار المفاوضات غير المباشرة بين لبنان واسرائيل برعاية الامم المتحدة وبوساطة مسهلة من الولايات المتحدة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وان بلادها لا زالت على ذات الاستعداد للمضي في لعب دور المسهل.
رابعا: اكدت على استمرار الدعم الاميركي للبنان في المجالات كافة، لا سيما استمرار برنامج المساعدات العسكرية للجيش اللبناني.
خامسا: كررت التأكيد على وقوف الولايات المتحدة الاميركية الى جانب لبنان، وحرصها على الاستقرار الامني والسلم الاهلي ودعم المؤسسات الشرعية اللبنانية".
ودّ وانفتاح
وما لفت المعنيين ممن التقهم السفيرة شيا هو "لغة واسلوب التخاطب"، الامر الذي اتسم بالهدوء والود والانفتاح، عكس ما كان يحصل سابقا عندما كانت تحضر لتبلّغ رسائل من ادارتها كانت دائما ما تتصل بطابع الحدية والامر، وهذا التحول من شأنه ان يكون قاعدة مريحة للعلاقات مع الادارة الجديدة التي تنتهج اسلوب الدبلوماسية الحوارية وتقديم التفاوض على اسلوب الفرض والتهديد لا سيما بسلاح العقوبات الذي كان له الدور السلبي في تعقيد الحلول للكثير من الاستحقاقات والملفات الداخلية اللبنانية".
ويرى المعنيون "ان مسار تصحيح الخلل الذي نجم عن طريقة ادارة ترامب للامور سيحتاج الى وقت مع ادارة بادين الا ان الامر الايجابي هو وضع الامور على السكة والانطلاق من اجل ايجاد الحلول لكل القضايا العالقة".