هذا ما يشغل الصيفي هذه الايام

كتب المحرّر السياسي:

"كنا قد اعتقدنا أنّ الانتخابات ستكون مرحلة فاصلة، لترتاح بعض الأقلام، الّا أنّ الضحالة لا تزال مستمرة حتى بعد انتهاء أغلب الاستحقاقات.

لم يحظَ حزب سياسي منذ سنوات طويلة بكمية الأخبار والمقالات والشائعات التي تناولته خلال فترة الاستحقاق الانتخابي والفترة التي سبقته بأشهر طويلة، حيث لم يكن يمرّ يوم من دون كمية أخبار ومقالات تتناول الكتائب، حتى أصبح لزامًا على عدد من الصحافيين شكر الحزب لأنه أمّن له فرصة للاسترزاق وإلّا كانوا  من عداد العاطلين عن العمل.

لا شيء استثنائيًا بين جدران الصيفي في هذه الأيام، سوى الانشغال بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومحاولات المتابعة والمساعدة قدر الإمكان، التي تجريها القيادة والمكتب السياسي في كل الاتجاهات.

الأمور الحزبية أيضًا لها حضورها وتحضيراتها، فقد اقترب موعد مؤتمر الحزب العادي، وبدأت التحضيرات له بوتيرة طبيعية قبيل أي مؤتمر عام من تحضير ملفات وورقة سياسية إضافة إلى الأمور والتشكيلات الحزبية، وهو سيعقد في موعده العادي أي قبل شهرين من انتهاء ولاية القيادة الحالية.

لا حيّز واسعًا في هذه الأيام للمؤتمر العام، فلدى الحزب آلياته ومصالحه التي تهتم بهذا الشأن، وهي مختصة بهذه الأمور، ولا زالت تحضيراتها في الإطار العام.

 طويت صفحة الانتخابات النيابية وفاز مرشحو الحزب الأربعة الذي لم يرشح غيرهم  وبدأوا مهامهم البرلمانية، أما الجهد الاستثنائي أو الحركة الاستثنائية التي تشغل الصيفي وتشكل محور اتصالاته ولقاءاته العلنية وغير المعلنة فهي الاستحقاق الرئاسي، الذي يشكل المدماك الأساسي لمحاولة الخروج من الأزمة الحالية.

هناك شبه انقطاع للأمل من التوصل إلى حكومة تبدأ بالإصلاح بين الطباخين الحاليين، وفي الأصل كان الحزب قد أعلن قراره بعدم المشاركة في أي تشكيلة، وبالتالي إن ما يجري على صعيد اللقاءات والتجاذبات والمحاصصة لا يعار أهمية له على الإطلاق.

الاتصالات في الشأن الرئاسي انطلقت مع الحلفاء وستبقى مفتوحة وتتكثف في الأيام المقبلة مع الأصدقاء ومع من يمكن الالتقاء معه لتشكيل أوسع تفاهم بين القوى على مواصفات معيّنة لشاغل الكرسي الأول في الجمهورية اللبنانية يتم بعدها اختيار اسم تنطبق هذه المواصفات عليه وتأمين الدعم ومحاولة إيصاله.

وطبعًا للكتائب موقف تاريخي من موقع رئاسة الجمهورية وليس من شخص الرئيس وهي لا زالت ملتزمة فيه، ولن تحيد عنه، وهذا الالتزام  هو بالموقع ورمزيته وعمقه الوطني والمسيحي، ومن غير الصحيح الكلام عن مناصرة والدفاع عن اي رئيس قائم أيّاً تكن مواصفاته وكفاياته وحيثيّات وصوله لسدّة الرئاسة، والتاريخ الحديث يشهد، وهي خاضت أقسى المعارك السياسية بوجه أكثر من رئيس جمهورية وآخرها الرئيس ميشال عون، وربما كانت الصوت المعارض والوحيد عند انتخابه واستمرت على هذا النحو حتى انتهاء الولاية.

وكما لم تساوم في الانتخابات الماضية رغم  الترهيب والإغراءات، لن تساوم هذه المرة أيضًا، لا بل ستسعى إلى إرجاع موقع الرئاسة إلى ثوابته التاريخية  الدستورية السيادية الجامعة."