هذه هي قصة تغيير الحكومة... لم يقفل بل علّق

بمعزل عن المعارضة من كل حدب وصوب، يبدو أن القوى التي انتجت الحكومة تمر بازمة فعلية، لاسيما وان موضوع التغيير الحكومي طرح بشكل جدي من داخل هذه القوى وليس من خارجها.

وقد رأى مصدر سياسي متابع ان هذا ما يعبّر عن ازمة كبرى، اذ بنظر القوى التي انتجت الحكومة هي غير قادرة على الاستمرار اقله حتى نهاية العام الجاري اي في انتظار نتائج الانتخابات الاميركية في الخريف المقبل وما اذا كانت ستحمل مفاجآت تنعكس على المنطقة ومن ضمنها لبنان.

وجهتا نظر

وكشف المصدر، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان طرح التغيير تأجح بين وجهتي نظر:

الاولى: يقودها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والنائب جبران باسيل وتقول بضرورة ان تستمر هذه الحكومة لان اي تغيير سيؤدي الى انتكاسة للرئاسة ان خلال عودة الرئيس الحريري او من يسميه الاخير في ظل غياب اي شخصية سُنية يمكن ان تقبل بهذا الموقع خلفا للرئيس حسان دياب. وبالتالي ستكون رئاسة الجمهورية معرضة للاهتزاز الى جانب المواجهات التي خاضتها في المرحلة الاخيرة.

الثانية: لدى الثنائي الشيعي الذي يضع هدفا لها عدم سقوط الحكومة في الشارع وعدم القدرة على الاستمرار في انتظار ان تنجلي الصورة الخارجية.

لقاء بري- باسيل

واوضحت المصادر انه نتيجة لهذا التباين في وجهات النظر تم التوصل الى مساحة مشتركة تم التعبير عنها وبدأت ترجمتها باللقاء الذي عقد بين الرئيس نبيه بري والوزير باسيل. وعلى الرغم من ان لدى كل طرف وجهة نظره، لكن حصل توافق هدفه واحد هو اعطاء فرصة جدية جديدة للحكومة علها تستطيع ان تقوم بالمطلوب، وفي حال عجزت عن ذلك يجب ان يقتنع الفريق الرئاسي بضرورة الذهاب نحو التغيير....

وفي المقابل، طلب من باسيل وضع "ملف الكهرباء" على النار، وبالتالي خطا مجلس الوزراء يوم امس الى تعيين اعضاء مجلس الادارة، وهو ملف مفتوح منذ سنوات، وذلك من اجل اعطاء بعض الاشارات الايجابية، وتمرير الامور بالتي هي احسن لربما تستطيع الحكومة الحصول على بعض المساعدات الخارجية بالقطارة، قد تكون من الكويت، لانه حاليا لا يمكن الافراج عن اية مساعدات كبيرة، وهذا ما يوحي ان الهدف من كل ذلك شراء الوقت.

وعليه، اوضح المصدر ان موضوع التغيير الحكومي لم يقفل انما علق في انتظار الفرصة الاخيرة التي اعطيت للحكومة من قبل اطراف السلطة في محاولة لتجاوز هذه الازمة، قائلا: لا بد من انتظار بضعة اسابيع كي تتوضح الصورة على هذا المستوى.

مأزق نصرالله

في موازاة ذلك، توقف المصدر عند اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء امس، قائلا: من الواضح ان ليس لديه اي جديد، واطلالاته المتكررة هي تعبير عن مأزق كبير.

واعتبر ان نصرالله لم يقدم اي حلول سياسية او عملية للواقع الاقتصادي بل هو يواصل الكلام العام عن الاتجاه شرقا ومسائل لا يمكن الاستثمار فيها الا بعد سنوات وسنوات، على غرار الزراعة والصناعة، وهي رغم ذلك، لا تشكل بديلا عن الاستقرار الداخلي يؤدي الى استثمار خارجي واصلاحات تقود الى مساعدات مرجوة.

وختم: طالما هذا الامر لم يتحقق فان الانهيار سيتواصل.