هل ألغيت زيارة بوغدانوف للبنان...وما مصير المساعدات الروسية؟

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس تعيين سفير لبنان في موسكو شوقي بو نصار، الذي يشغل منصبه منذ العام 2013، عميداً للسلك الدبلوماسي العربي في روسيا. وكانت ممثلية جامعة الدول العربية في موسكو أبلغت دائرة البروتوكول الحكومية في "الخارجية" تعيين بو نصار عميدا. وهنّأت الدائرة السفير في بيان، مؤكّدةً اقتناعها بأنه "سيعزز اتصالات المجموعة العربية مع الجانب الروسي من خلال دوره الجديد، وسيعمل على تطوير حوار مخلص وواثق".

 

في حديث لـ "المركزية"، يلفت السفير بو نصار إلى أن تعيينه عميداً "سابقة لبنانية في دولة كبرى مثل روسيا ومن الحالات النادرة ان يعين سفير لبناني عميداً للسلك حتى في الدول الأقل أهمية. بالتالي، هذا الأمر شديد الأهمية بالنسبة إلى لبنان، لا سيما في ظلّ الظروف الصعبة التي يعشيها لأن هذا المنصب يمنحني كسفير هامشا أوسع للتحرّك وخدمة البلد. كذلك، وفي سابقة أخرى أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً رسمياً للإعلان عن القرار، تأكيداً على صداقتها مع لبنان".  

 

وليس بعيدا من الاهتمام الروسي بلبنان، وتحديدا ما يتصل بزيارة الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في بلدان الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف "المنتظرة" إلى لبنان والتي يتم الحديث عنها إعلامياً منذ أسابيع مع تكهنات حول تاريخها أو حتى إمكانية إلغائها، يؤكد بو نصار أن "ما من موعد محدّد للزيارة إلى لبنان، وبالتالي لا يمكن الحديث عن تأجيلها أو إلغائها لأن لا موعد ثابتا من الأساس. وفي آخر لقاء معه أكّد لي بوغدانوف حبّه ورغبته في زيارة لبنان في أي وقت ، لكنه أوضح أن ما من موعد أو برنامج محدد للزيارة بعد". 

 

وبناءً على معرفته بدقة الروس في سياساتهم الخارجية يتوقّع بو نصار إمكانية تردد بوغدانوف في زيارة لبنان هذه الفترة "كي لا تفسّر بشكل خاطئ واعتبارها تدخلا في الشؤون الرئاسية الداخلية. حتى أنه قد يضطر الى الالتقاء بمرشحين ربما، نظراً إلى علاقاته الجيدة مع مختلف الفرقاء وإذا اجتمع مع شخصية دون أخرى فقد تفهم بطريقة خطأ، لذا أرى أن الزيارة من الممكن أن تتم بعد الانتخابات".

 

وعما إذا كانت زيارة لبنان ضمن جولة شاملة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإثبات أن روسيا ليست في عزلة، يجيب "طبعاً موسكو لديها مصلحة في إظهار عدم عزلتها مع العلم أن الأحداث وحدها تؤكّد ذلك بعيداً من أي زيارات. ودائماً ما يزور بوغدانوف دول الشرق الأوسط وإفريقيا بشكل دوري لأن هذا ما يمليه عليه منصبه وقدومه إلى لبنان لا يأتي ضمن جولة".

 

وفي ما خص الملف الرئاسي والمأخذ الروسي منه، يوضح السفير أن "موسكو لم تدخل يوماً في أسماء مرشحين لمنصب الرئاسة في لبنان حتى خلال الانتخابات السابقة رغم تحفّظها عن فترة الفراغ الطويلة آنذاك. هذه المرة أيضاً لن تتدخل في الأسماء لكن يهمّها التأكيد على أهمية التزام لبنان بالاستحقاقات الدستورية وتحديداً تلك الخاصة برئاسة الجمهورية لأن المنطقة على فوهة بركان وتعتبر أن انتخاب رئيس ضمن المهل الدستورية دليل على استقرار لبنان ويصب في مصلحته".

 

أما عن مصير المساعدات الروسية للبنان، فيكشف أنه تبلّغ رسمياً "من نائب بوغدانوف موافقة الحكومة الروسية على تقديم مساعدات حبوب ومشتقات نفطية وأبلغت بدوري بيروت بالقرار، إلا أن الموضوع بحاجة إلى توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وطبعاً سيفعل، إلا أن المسألة مسألة وقت وحتى وزارة الخارجية الروسية وبوغدانوف لا يمكنهما الإعلان عن تاريخ محدد لوصول المساعدات لأن الأمر مرتبط بمكتب بوتين".