المصدر: الانباء الكويتية
الكاتب: بولين فاضل
الثلاثاء 17 حزيران 2025 00:29:28
من مفارقات القدر ربما أن اللبنانيين وقبل اندلاع الحرب الإسرائيلية - الإيرانية كانوا على موعد مع مشروع سياحي بحري خاص كان مقررا له الانطلاق في غضون أيام قليلة، بالتزامن مع بدء الموسم الصيفي المنتظر.
مفارقة قدرية لأن المشروع هو عبارة عن خط بحري بين لبنان وقبرص لتسهيل السفر وتفادي زحمة مطاري بيروت ولارنكا في موسم الصيف، وهو موسم الذروة بطبيعة الحال.
المشروع لـ «مجموعة إنديفكو» وهي مجموعة شركات صناعية لبنانية تعود للنائب نعمة أفرام. وبحسب ما قال مصدر مسؤول في المجموعة لـ«الأنباء»، فإن «المشروع هو كناية عن عبارة أو ferry boat تسير رحلات سياحية مفتوحة أمام من يرغب انطلاقا من مرفأ جونية في ساحل كسروان شرق بيروت وصولا إلى مرفأ لارنكا في قبرص، وهي رحلات ذهابا وإيابا توفر على المسافرين عناء زحمة المطارات والانتظار الطويل فيها.
وكانت احتفالية الإعلان عن هذا المشروع ستتم في خلال أسبوع قبل وقوع الحرب الإسرائيلية-الإيرانية».
وأضاف المصدر إن «العبارة تملك قدرة استيعابية جيدة، وهي تحتاج كمسار بحري إلى 4 ساعات من الوقت لبلوغ قبرص، أما الكلفة فسيتم الإعلان عنها لدى إطلاق المشروع ولا يمكن تحديدها اليوم».
وعما إذا كان سيتم الاستعجال في تسيير هذه الرحلات في ضوء تطورات الحرب ومفاعيلها على الملاحة الجوية من إغلاق مجالات جوية وإلغاء أو إرجاء رحلات من بعض المطارات من بينها مطار بيروت، اكتفى المصدر بالقول: «الأكيد أن هذا الموضوع يدرس مع الأخذ بالاعتبار كل المخاطر المحتملة».
والجدير ذكره أن كلفة تذكرة السفر جوا من مطار بيروت إلى مطار لارنكا تتراوح بين 250 دولارا و400 دولار تبعا للموسم ومدة الرحلة تقارب 25 دقيقة. فيما السفر بحرا إلى الوجهة عينها هو أقل كلفة علما أن المسافة بين مرفأ جونية ومرفأ لارنكا هي 180 كيلومترا.
ومن عايش حروب لبنان (بين عامي 1975 و1990) يتذكر أنه اعتبارا من العام 1976، تم تسيير خط بحري من مرفأ مدينة جونية الساحلية في اتجاه مطار لارنكا بسبب إقفال مطار بيروت لفترات متعددة. وكان هذا الخط امتيازا في البداية لميسوري الحال من اللبنانيين، قبل أن تتوسع دائرة مستخدميه لتشمل من يرغب بالهجرة من لبنان بداعي الحرب.
وقد تم تفعيل هذا الخط بين عامي 1989 و1990 حين اشتدت الحرب الداخلية في لبنان حيث غادر عشرات الآلاف من اللبنانيين إلى قبرص ومنها إلى كندا وأستراليا وأميركا وأوروبا. وكان هذا الخط يعمل من خلال شركة خاصة لا من خلال الدولة اللبنانية. وبحسب أرقام بعض الباحثين، فإنه في فترة 15 عاما من الحروب المتتالية في لبنان، غادر نحو مليون مهاجر قلة منهم عادت إلى البلاد.
ويبقى السؤال في ضوء التطورات في المنطقة: هل أن الحرب ستسرع افتتاح الخط البحري بين جونية ولارنكا أم تؤجله ليكون عنوانه فقط السياحة لا الهرب عبر الأزرق؟