هل تُخفِّض المدارس الكاثوليكية أيام التعليم إلى 4 أسبوعيّاً؟

يتشظى الواقع التعليمي في لبنان على وقْع الأزمات المتراكمة. وفيما يعلن المعلمون الإضراب في العديد من المدارس، يخشى الأهالي بقاء أولادهم في المنازل وخسارتهم العام الدراسي.

تحاول المدارس الكاثوليكية في لبنان تدارك الأزمة. هي بين سندان المعلمين ومطرقة الأهالي، وما يزيد الطين بلّة التكاليف التشغيلية التي تتضاعف مع انهيار العملة الوطنية.

في هذا الإطار، وبعد رسالة وجّهها إلى من يهمه الأمر، أعرب الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب يوسف نصر عن خشيته من انهيار شامل للقطاع التربوي، مطالباً الأساتذة "بالواقعية والعقلانية"، وداعياً إياهم إلى "الحوار بغية الوصول إلى ما هو مرجو ضمن إمكانات ذوي التلامذة والمؤسسات التعليمية".

وكان الأب نصر قد أتاح للمؤسسات المتعثرة تقليص عدد أيام التعليم الى اربعة بدل خمسة. ودعا في حديث الى "النهار" أهالي التلامذة إلى "مزيد من التفهم لوضع المؤسسات والمعلمين".

يصف الأب نصر هذه الإجراءات بالتخفيفية عسى يستطيعون كمؤسسات تعليمية الصمود حتى الثامن من شباط المقبل، حيث تعتزم كل المدارس الكاثوليكية إقفال أبوابها أسبوعاً واحداً بدءا من هذا التاريخ. ويؤكد في الوقت عينه "التنسيق مع اتحاد لجان الأهل الذين يستوعبون جيداً هذه الخطوات والتدابير الوقائية". وهو يدرك جيداً ان الأهالي "يفضّلون استقرار الواقع التعليمي لأبنائهم، وخصوصا أنهم يدفعون أموالاً بدل خدمات، لكن الظروف الحالية تستوجب تضحيات من كل الأطراف".

وفي حديثه وجّه الأب نصر رسالة إلى المعلمين مبدياً كل التقدير لتضحياتهم، قائلا: "نحن نقدّر تعبكم وتضحياتكم، ونحن كمؤسسات نحاول المستحيل كي نقف إلى جانبكم. كونوا واقعيين وتقبّلوا الخطوات المعتزم إجراؤها لكي نوزع الخسائر على ثلاثة أفرقاء: الأهل والمعلمون والمؤسسة"، مبدياً استعداده للحوار بهدف الوصول إلى إجراءات تراعي الإمكانات المتاحة. ودعا الى التحلي بالعقلانية، من دون أن ينفي أن مطالب المعلمين محقة وظروفهم المعيشية صعبة وبخاصة الوصول إلى المدرسة مع ارتفاع سعر صفيحة البنزين. وعلى خط مواز تظهر حالة الأهل الاقتصادية وإمكاناتهم المحدودة العاجزة عن تلبية كل الحاجات التي تطلبها المدرسة، منبهاً الى عدم جدوى الإضرابات.

ويرفض الأب نصر أن تؤول الحال الى ما وصل إليه التعليم الرسمي، متمنياً على الحكومة أن تُدرج قطاع التعليم الخاص على جدول أعمال مجلس الوزراء.

ويضيف: "اليوم نحن أمام خيارين: إما أن نسعى لتأمين استمرارية التعليم أو ننهار بالكامل. نحاول تعزيز آليات البقاء والصمود. وإذا بقيت الأمور على هذا المنوال من الانهيار فنحن ذاهبون إلى الإقفال".

وفي ما يخص الشهادة المتوسطة، أكد حرص المؤسسات الكاثوليكية على توفير البرامج الخاصة بشكل كامل ومستفيض. لكنه سأل عن الواقع في التعليم الرسمي "إذ من غير المقبول أن تجري المدارس الخاصة إمتحانات الشهادات الرسمية من دون سواها"، داعياً المؤسسات الرسمية إلى "تصحيح الخطأ".