المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يولا هاشم
الجمعة 7 شباط 2025 15:28:16
ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الاوسط مورغان اورتاغوس ان الجيش اللبناني جاهز للانتشار في القرى والبلدات التي تنسحب منها القوات الاسرائيلية التي يجب ان تنجز هذا الانسحاب ضمن المهلة المحددة في ١٨ شباط الجاري. من جهتها، قالت اورتاغوس: "نحن ملتزمون بتاريخ 18 شباط . كان هذا جزءًا من المفاوضات التي أجريتها مع شريكي إريك تريغر في مجلس الأمن القومي، ومع الحكومة اللبنانية والحكومة الإسرائيلية. وسيكون 18 شباط موعد إعادة الانتشار عندما تُنهي قوات الجيش الإسرائيلي انسحابها، وبالطبع ستأتي القوات المسلحة اللبنانية لتعيد انتشارها. نحن ملتزمون بشدة بهذا التاريخ". لكن ماذا لو لم تنسحب اسرائيل في 18 شباط؟
العميد المتقاعد ناجي ملاعب يؤكد لـ"المركزية" ان "على لبنان ان يعتبر مما حصل في سوريا، حيث ان النظام الجديد ينشد الصداقة مع الجميع واللاعداوة مع أحد. وهذا كلام جديد لم نعتد عليه من سوريا التي كانت ترفع شعار التحرير والردع والعدو والمحور وكل هذا، وكان يبدو كأنه ليس بمكانه. كما ان ما حصل في سوريا سمح لاسرائيل ان تبقى في أماكن معينة وتتوغل 15 كلم في أماكن أخرى وتدخل الى جبل الشيخ وتحتل أعلى مرتفع في هذه المنطقة يُشرف على البقاع الغربي وصولا الى دمشق وبعيد 14 كلم فقط عن دمشق. ورغم ذلك، لم نشهد حتى الآن أي ردة فعل من النظام السوري، حتى أنهم لم يتقدموا بشكوى امام مجلس الامن. لذلك، إذا أسقط لبنان هذا الواقع وما سُمِح لاسرائيل ان تفعله في سوريا، نتوصل الى سؤال: لماذا ستبتعد إذاً اسرائيل عن لبنان؟"
ويشير ملاعب الى ان "سوريا لم تكن تشكل خطرا كما كان لبنان من خلال الأنفاق والاسلحة والذخائر والصواريخ التي وصلت الى تل أبيب. اليوم، في حال لم تنتهِ اسرائيل في 18 الجاري من مهام وقف التهديد القادم إليها من الشمال، فلا شيء سيردعها. والاستراتيجية الاميركية التي وعِدت بها اسرائيل، جاءت على لسان الرئيس الاميركي السابق جو بايدن الذي قال خلال زيارته القدس في 8 تشرين الثاني الماضي، بأننا "لن نُبقي اسرائيل تحت التهديد مستقبلاً". عملياً التهديد القادم من الشمال، وهناك موافقة اميركية على إنهائه، لكننا لا نعلم متى ينتهي وكيف. ما نعرفه هو ان الإدارة الاميركية الجديدة ستسمح لاسرائيل بإنهاء هذا التهديد، واكبر دليل ما حصل بالأمس، حيث تجاوزت اسرائيل الجنوب اللبناني، وبعد ان كانت في الماضي توجّه بعض الرسائل كغارات طيران، قامت أمس بشن غارات كثيفة في اماكن عدة. لذلك، لا أرى ان هناك موعدا لوقف إطلاق النار في 18 شباط".
وعن إمكانات لبنان للمواجهة يجيب ملاعب: "لبنان الرسمي لديه جيش قوي مستعد وكان خلف الاهالي واستطاع ان يستوعب ضغط الاهالي العائدة الى الجنوب، وملء الفراغات التي كان يخرج منها الجيش الاسرائيلي، واستطاع إنهاء القذائف غير المنفجرة والتنسيق بشكل جيد مع الامم المتحدة وقواتها. إلا أن المسار السياسي في لبنان ما زال متعثراً، كما كان في سوريا في بداية الإطاحة بنظام بشار الأسد واستغلت اسرائيل هذه الفترة. لكن عندما تصبح في سوريا حكومة منتخبة عندها من الممكن ان تبدأ بالتعامل مع الخارج. وأيضاً طالما أن لبنان ضمن هذه الفراغات واللاقرار السياسي، فإن العبء الكبير يقع على عاتق الجيش فقط. لا اعتقد ان 18 شباط سيكون محطة طالما هناك فراغ في السلطة السياسية. صحيح انتُخِب رئيس جمهورية لكن إذا لم يشكّل لبنان حكومة وإدارة سليمة فهذا يعني ان البلد ما زال ضمن اللاقرار".
ويشير ملاعب الى ان "الامر الوحيد الذي يمكن ان يفعله لبنان هو إعطاء ثقة للجيش لمتابعة مهامه بشكل جيد والوقوف خلفه، وفي الوقت عينه العمل على ملء الفراغ السياسي بحكومة قوية، ودرس موضوع الامن القومي اللبناني ومن ضمنه استراتيجية دفاعية وكيفية انتشار جيشنا في الجنوب اللبناني وعندها يمكنه ان يهز العصا مع قوات الطوارئ الدولية وصداقاته والعمل على ألا يبقى أي جندي اسرائيلي محتل لأرضنا".