المصدر: وكالة أخبار اليوم
الجمعة 23 تموز 2021 17:22:21
كتب عمر الراسي في وكالة "أخبار اليوم":
في 8 تشرين الاول العام 2020، تقدم الرئيس نجيب ميقاتي باقتراح "حكومة تجمع بين السياسيين وغير الحزبيين، برئاسة الرئيس سعد الحريري، تحاول التجديف بلبنان خارج أزمته المستمرة منذ فترة". انها مبادرة تقضي بتشكيل حكومة "تكنوسياسية"، رأى ميقاتي آنذاك أنها تتوافق مع أي قراءة رصينة للواقع السياسي بالفترة الأخيرة، ومع الفكر الوسطي.
ايام قليلة مرت وتم تكليف الحريري في 22 تشرين الاول 2020، وبعد مرور تسعة اشهر اعتذر... وعاد تأليف الحكومة الى نقطة الصفر، وعاد معه اسم ميقاتي الى الواجهة، فهل سينطلق من مبادرته هذه ليشق طريق التأليف.
مع الاشارة الى ان تجربة تكليف مصطفى أديب واعتذاره بعد ثلاثة أسابيع، أثبتت أن تشكيل حكومة من غير السياسيين لن يجد طريقه إلى النجاح، كما يبدو ان الرئيس ميشال عون لا يزال عند موقفه السابق بخصوص تشكيل حكومة تكنوسياسية، هذا ما كان قد ظهر جليا خلال اللقاءات التي جمعته بالحريري والتي فاق عددها الـ24.
فهل سيشكل ميقاتي حكومته الثالثة، حيث في ظل التدهور السريع وجود الحكومة افضل بكثير من عدم وجودها، وقد تفرمل الانهيار.
حسم الامر
التأليف قد يكون سهلا اذا حسمت خريطة الطريق، ويبدو حتى اللحظة ان كل هذه القوى متفقة على الانقاذ مع بعض التباينات واختلاف الاولويات بين فريق وآخر. ولكن مرجع سياسي واسع الاطلاع، طرح سلسلة من التساؤلات التي يجب اخذها بالاعتبار في مقاربة ملف التكليف ومن بعده التأليف، حيث دائما الشيطان يكمن في التفاصيل... على اي حال الاثنين لناظره قريب!
سأل المرجع عبر وكالة "أخبار اليوم": هل الرئيس ميقاتي حسم امره، ولديه الرغبة في تولي رئاسة الحكومة في هذه المرحلة، صحيح ان ما هو متوفر من معطيات حتى اللحظة يأخذ الى هكذا استنتاج لكن ميقاتي نفسه لم يعلن بعد اي موقف صريح. وقال: الاخير يجري المشاورات قبل ان يحسم خياره النهائي، وهو لم يضع شروطا تعجيزية، بل طلب من الفريق الرئاسي عدم فرضها عليه، من اجل الاتجاه نحو حكومة "عادية" لديها الصفة الاصلاحية والقدرة الوطنية. وخلال مسار التأليف يمكن تعديل بعض الاسماء، ولكن لا عودة الى عقدة "من يسمي الوزراء المسيحيين والشيعة وغيرهم".
لا مصلحة سياسية
واشار المرجع الى انه حتى اللحظة هذا التمني لم يلق بعد التجاوب من قبل الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر، وايضا حزب الله، مستبعدا ان يعطي عون اي جواب لميقاتي قبل التكليف، اذ لا مصلحة سياسية له، فاي جواب من هذا النوع قد يمنح ميقاتي عددا كبيرا من اصوات النواب، وهذا ما يمده بالقوة في التعاطي مع عون، الامر الذي يفتح الباب امام مرحلة جديدة من التعطيل قد تدوم لأكثر من 9 اشهر.
من جهة اخرى، على المستوى السُّني، ايضا لم يصدر بعد اي موقف بـ"الفم الملآن" بتبني ترشيح ميقاتي، لكن يبدو ان مرجعيات الطائفة تتجه الى عدم ابقاء موقع الرئاسة الثالثة شاغرا، وبالتالي بعد اعتذار الحريري، ميقاتي هو الاوفر حظا اذ لديه صفة تمثيلية، ويحمي ظهير الحالة السُّنية، وخاصة الحريري الذي لديه تخوف من ان يتم استدعاءه، كما حصل مع غيره.
واذ اشار المصدر الى ان حزب الله حريص على عدم استفزاز الرئيس الحريري وتيار المستقبل في هذه المرحلة بالتحديد، سأل: ما هي الضمانات التي يمكن ان يقدمها الثنائي الشيعي؟ وهل ينتزعها ميقاتي قبل التأليف؟!
ذكّر المصدر في هذا الاطار بوجود "رواسب من سوء تفاهم قديم" بين ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يعتبر ان دفع الحريري الى الاعتذار كان ضربة للمبادرة التي قام بها.
الخلاف الشخصي
الى ذلك، يبقى القصر الجمهوري الممر الالزامي لمسار التأليف، حيث سأل المصدر ايضا: هل العهد الذي كان العائق الاساس امام عودة الحريري الى السراي الكبير هو في وارد اليوم تسهيل مهمة ميقاتي اذا اراد الاخير التشكيل؟
وهنا، تابع المصدر: الخلاف الشخصي بين عون وباسيل من جهة والحريري من جهة اخرى، ادى الى الاعتذار، لكنه في الواقع ليس الامر الوحيد، فهناك اسباب عديدة ادت الى عرقلة التأليف.
وردا على سؤال، توقع المصدر الا تبصر اي حكومة النور في لبنان قبل ان يتسلم الرئيس الايراني المنتخب إبراهيم رئيسي مهام الحكم في بلاده في ايلول المقبل. لهذا السبب لا حكومة في لبنان قبل ان يتسلم الرئيس الايراني الجديد زمام الحكم في بلاده ، اي لا حل قبل ايلول.