المصدر: وكالة أخبار اليوم
الأربعاء 23 حزيران 2021 19:01:59
على الرغم من ان الازمة التي يعاني منها لبنان حادة، ولا معالجات في الافق الا ان الاستقطاب الطائفي يبقى سيد الموقف، ويبدو ان شدّ العصب حصل لدى معظم الطوائف، باستثناء الساحة المسيحية، حيث لا وجود لاي رؤية مستقبلية بل تعاني من التشرذم والمناكفات والخلافات التي تستعمل من قبل جهات اخرى لتصفية حسابات.
في المقابل الساحة الشيعية "مقفلة"، لا منافسة فعلية بمعنى ان لا احد يمكن ان يتقدم او ينافس ثنائي حزب الله – حركة امل، وهذا ما ينطبق بشكل او بآخر على الطائفة السُنية لا سيما بعد تحالف رؤساء الحكومات السابقين، ومن بقي خارج هذا التحالف لا يشكل ثقلا يمكن ان يؤدي لاحقا الى احداث خرق واضح.
كذلك الساحة الدرزية ستشهد ايضا ترسيما واضحا، فيتصدر لقاء خلدة ( الذي سيجمع كلا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان ورئيس حزب التوحيد الوزير السابق وئام وهاب) المرتقب السبت المقبل الاهتمام، لا سيما لجهة تحديد الزعامات والتموضع في المرحلة المقبلة.
وفي هذا السياق، اكد مصدر في الحزب التقدمي الاشتراكي انه نادرا ما يتوقف جنبلاط عند الامور الشكلية خصوصا في المنعطفات الكبرى ، ويذهب مباشرة الى محاولة انتاج الحلول التي من شأنها تكريس الاستقرار، وطي ملفات قديمة وجراح في مجتمع الجبل تسببت بها اشكالات حصلت في الشويفات والبساتين.
واشار المصدر ان لقاء السبت في خلدة كان قد سبقته زيارة قام بها النائب ارسلان الى كليمنصو في آذار الفائت وكذلك الامر اللقاء الذي جمع جنبلاط مع وهاب في ايار الماضي، وبالتالي قنوات الاتصال مفتوحة مع كل الفرقاء والمسألة ليست حسابات لتثبيت مرجعية سياسية او عدم تثبيتها، بقدر ما تتصل في كيفية الحفاظ على الهدوء في الجبل وترجمة مفاعيل لقاء المصالحة -الذي عقد في عين التينة في ايار العام 2020 بين جنبلاط وارسلان- بخطوات عملية وملموسة، وبالتالي هذا هو الهدف الاساس لدى جنبلاط.
هل لقاء السبت سيكرس نوعا من زعامة في الجبل لوهاب؟ اجاب المصدر: على خلاف ما تصور دائما الامور، لم يكن جنبلاط يوما ضد التعددية التمثيلية، ومارس هذا الامر ليس بالشعار بل بالفعل من خلال اللقاءات المتواصلة على الرغم من تباين وجهات النظر وتصاعد بعض الخلافات حول ملفات عدة والتي تبقى طبيعية في اطار العمل السياسي.
اما في السياق العام، تابع المصدر: فجنبلاط حريص على هذه التعددية داخل الطائفة الدرزية، وهذا ما لن يتغير لا في لقاء خلدة ولا سابقا ولا لاحقا، اذ ليس لديه اي نهج الغائي، وهو لا يريد ان يكون لا في موقع اقصاء ولا تثبيت زعامات، قائلا: تحديد الزعامات تفرزها صناديق الاقتراع ومناخات الناس والمجتمع وخياراتها السياسية.
وعما اذا كان اللقاء يعطي اشارات ان وليد جنبلاط قلق على الوضع في لبنان وبالتالي الجبل؟ اوضح المصدر انه لا يخفى على احد ان الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلد ينذر بوقائع وخيمة، لا سيما لجهة الشلل المؤسساتي وعدم تأليف حكومة، الامر الذي يرتّب مخاطر كبرى كما ان الانفجار الاجتماعي قد يكون محتوما لا بل قد يكون على قاب قوسين او ادنى اذا ما تم تدارك الوضع.
وحذر المصدر من ان البلد ينزلق الى الهاوية دون ان يرف جفن للجهات المعنية بتأليف الحكومة، وكل هذه الامور تنذر بالقلق، حيث ان جنبلاط لا يعتبر ان الساحة الدرزية منعزلة عن الساحة الوطنية، خصوصا ان في الجبل تلاوين مختلفة يجب احترامها دائما.
وختم: الانهيار الاجتماعي لا يطال فقط الطائفة الدرزية بل افراد المجتمع، وجنبلاط يتعاطى مع الملفات المطروحة من هذه الزاوية حتى ولو الاهمية في هذه اللحظة لتحصين الساحة الدرزية والتعالي عن الخلافات ومحاولة ايجاد حلول لما قد يحصل في الاشهر المقبلة.