المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لارا يزبك
السبت 14 كانون الاول 2024 11:26:39
حتى الأمس القريب، كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يتمسك بالحوار كممر الى الانتخابات الرئاسية. في تموز الماضي مثلا، أعاد تأكيد مبادرته الرئاسية، القائمة على حوار لأيام معدودة يفضي إلى توافق على مرشح أو اثنين أو ثلاثة لرئاسة الجمهورية، مشدداً على أن "طبيعة التعقيدات والتوازنات في المجلس النيابي والاستعصاء الحاصل يفرضان أن يكون هناك تشاور وحوار جدي".
حينها، سألت كتلة التنمية والتحرير بعد اجتماع عقدته برئاسة بري "لماذا خشية هذا البعض من علة وجود لبنان وهو الحوار؟ ولماذا تصوير الحوار أو التشاور على أنه فزاعة وتجاوز للنظام والدستور"؟ واعتبرت ان الجهد الدولي لانجاز الاستحقاق "يجب أن يقابل من كافة الكتل النيابية والقوى السياسية بجهد وطني جامع يقتنع فيه الجميع بوجوب الابتعاد عن الكيد والمكابرة والإلغاء، وبالاقتناع بأن طبيعة التعقيدات والتوازنات في المجلس النيابي والاستعصاء الحاصل يفرضان أن يكون هناك تشاور وحوار جدي، بمناخ منفتح تحت قبة البرلمان وتحت سقف الدستور، لأيام معدودات، يفضي إلى توافق على مرشح أو اثنين أو ثلاثة، حوار من أجل انتخاب رئيس لجمهورية لبنان يكون انتخابه مدخلاً لانتظام عمل المؤسسات الدستورية وانقياداً لمنطق الدولة والمؤسسات والحؤول دون اندثارها".
لكن فجأة، وبعد اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ايلول الماضي، تبدّل خطاب الرئيس بري رأسا على عقب، فتخلى عن شرط الحوار المسبق. ونسي ايضا ما كان يردده عن أهمية الاتفاق المسبق على اسم مرشح قبل النزول الى جلسة الانتخاب. وصار يؤكد ان حتى لو لم يتم التوافق، جلسة 9 كانون الثاني المقبل ستعقد، وهو يروّج أن الجلسة هذه ستنتج رئيسا للجمهورية.
فما هي أسباب هذا الانقلاب، تسأل مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية". ولماذا ما رفضه بري على مر سنوات بات مقبولا اليوم؟ لماذا اتهم وفريقه السياسي، رافضي شرط الحوار المسبق، بالتعطيل والمماطلة والمكابرة، أمس، وقرر اليوم ان يسير بما كانوا ينادون به منذ لحظة الشغور الرئاسي الاولى، أي تطبيق الدستور والركون الى اللعبة الديمقراطية ونتائجها من دون ابتداع اي اعراف اخرى؟
أن تحصل هذه الاستفاقة متأخرة خير من الا تحصل ابدا، تقول المصادر، لكن الا تجب محاسبة مَن تركوا الرئاسة في الفراغ لأشهر، وفاقموا من أزمات البلاد وكشفوها في ظل انهيارها الاقتصادي والمعيشي وفي ظل الحرب التي كانت تتخبط فيها مِن الاسناد الى الحرب الشاملة؟
وفق المصادر، هذه المحاسبة ضرورية، وإلا ستتكرر. اما عن مسببات الاستعجال المفاجئ، فتكمن على الارجح، في محاولة بري انتخاب الرئيس الاكثر اعتدالا والاقل استفزازا لحزب الله، بما انه، بات واضحا انه مع تقدّم الوقت، وضع المحور واذرعه يزداد سوءا...