هل من معركة "فجر الجرود" جديدة؟

كتبت الانباء الالكترونية:

لليوم السادس على التوالي، وقبل أن تتسلم لجنة الرقابة عملها في مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار وانتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، ما زال الجيش الإسرائيلي يمنع سكان القرى الحدودية من العودة إلى قراهم، فيما سكان هذه القرى يصرّون على التحدي ويرفضون الانصياع الى الأوامر الإسرائيلية، وقد تجمعوا بالآلاف في موازاة هذه القرى، بانتظار السماح لهم بدخولها. وقد أحصى الجيش اللبناني الذي ينفذ انتشاراً واسعاً في المنطقة أكثر من 52 خرقا لوقف اطلاق النار حتى مساء أمس الأحد.

غير أن هذه الانتهاكات المتكررة من قبل إسرائيل والتي تتفاقم يوماً بعد يوم بشكل أثار الشكوك حول مدى احتمال صمود وقف إطلاق النار، بدّدته معلومات استقتها جريدة "الأنباء" من مصادر ديبلوماسية أشارت إلى أنه من الطبيعي خلال الأيام الـ 60 التي ينص عليها الاتفاق، أن يعمد الجيش الإسرائيلي إلى استكمال استهداف ما يظن أنها مخازن أسلحة وأنفاق لحزب الله على الأقل في القرى التي دخل إليها ويمنع سكانها من العودة.

وتضيف المصادر أن كل ذلك يحصل فيما لم تكتمل بعد هيكلية اللجنة المولجة الإشراف على تطبيق الإتفاق، والتي يرأسها الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز بمشاركة ضابط فرنسي، وقد وصلا بالفعل إلى لبنان مع فريقي عملهما، وضابط لبناني هو على الأرجح قائد قطاع جنوب الليطاني. 

وتركزّ المصادر الديبلوماسية على أن هذا الاتفاق الذي تم برعاية أميركية – فرنسية لم يوضع لكي يسقط وأن الاستفزازات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي يجب أن لا تجرّ حزب الله الذي أكد نيته وقراره الانسحاب إلى شمال الليطاني تنفيذاً للاتفاق إلى التصعيد العسكري مجدداً.

غير أن الأحداث المتسارعة في سوريا وسط شح من المعلومات الأكيدة حول حقيقة ما يجري من ما سمّي بتقدّم لقوات المعارضة في محافظتي حلب وأدلب، وحول ما إذا كان هجوم الفصائل المعارضة للنظام سيتقدم باتجاه الحدود مع لبنان، يجعل من الاهتمام الرسمي كما الشعبي منصباً حول ما إذا كان البلد سيشهد مجدداً اهتزازاً بالأمن في المناطق المتاخمة للحدود مع سوريا، واضطرار الجيش اللبناني للقيام بمعركة "فجر الجرود" شبيهة للعام 2017، ما يجعل من عملية انتشاره في منطقة جنوب الليطاني متعذراً.