هل نجح بري في مصالحة الاشتراكي وحزب الله؟

بعد ان جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري مسؤولين من «حزب الله» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» امس في عين التينة،  قالت مصادر مطلعة لصحيفة الشرق الاوسط إنه «لا تبدّل في مسار العلاقة، والأمور بقيت على ما هي عليه»، معتبرة ان اللقاء لم ينجح.

وقالت المصادر إن «الطرفين استجابا لدعوة بري للّقاء، وأعاد كل منهما التأكيد على مواقفه وشرح وجهة نظره في القضايا الخلافية الأخيرة، إنْ حيال مزارع شبعا أو معمل عين داره في عاليه الذي لا يزال الاشتراكي يرفض العمل به، بينما يؤكد (حزب الله) على قانونيته، مستنداً في ذلك إلى قرار الحكومة ومجلس شورى الدولة». من هنا لفتت المصادر إلى أن اللقاء لم يغيرّ في مسار العلاقة شيئاً، ولا تزال الأمور حتى الآن على ما هي عليه.

وفي السياق عينه، علمت صحيفة الأخبار أن الطرفين، حزب الله والاشتراكي عرضا لمسار العلاقة وتفاصيل المرحلة الأخيرة بـ«صراحة تامّة»، ولا سيّما الخلاف حول قرار أبو فاعور، كلّ من وجهة نظره، لكن أي تغيير لم يطرأ على مسار العلاقة أو مصير قرار وزير الصناعة. إلّا أنه جرى الاتفاق على استكمال اللقاءات برعاية برّي للوصول إلى حلول واستمرار التهدئة في البلاد في ظلّ الظروف الإقليمية المتفجّرة.

وكشفت الصحيفة عينها ان برّي كان قد تحرّك بعد اجتماعه بالوزير السابق غازي العريضي بداية الأسبوع الماضي والاستماع منه إلى تفاصيل الخلاف الذي تسبّب به قرار الوزير وائل أبو فاعور مع حزب الله، بإلغاء قرار ترخيص معمل ترابة الأرز في عين دارة، الصادر عن وزير الصناعة السابق حسين الحاج.

وفي الاطار عينه، وصفت مصادر التقدمي الجلسة لـ"النهار" بأنها كانت جيدة لكنها في حاجة الى المتابعة خصوصاً ان هناك اموراً بحاجة ‏الى مزيد من العمل، لافتة الى ان اللقاء اتفق على سبل ادارة الخلاف في المرحلة المقبلة في ظل رغبة الطرفين في المحافظة على ‏خيط رفيع لا ينقطع، مع الاستعداد للبحث اللاحق في الملفات الخلافية العالقة من دون تحديد موعد للقاء مقبل‎.‎‎ .‎
كما ذكرت المصادر لصحيفة الحياة أن البحث تطرق بين الجانبين إلى فشل محاولات سابقة لعقد لقاء قيادي بين الحزبين. وأثار بري مسألة الخلاف على تصريح جنبلاط الذي اعتبر فيه أن مزارع شبعا المحتلة ليست لبنانية، في وقت يجمع اللبنانيون على لبنانيتها، فأوضح وفد الاشتراكي أن موقف جنبلاط لم يخرج عن مقررات الحوار الوطني عام 2006 التي نصت على السعي لتثبيت لبنانيتها وفقا للقانون الدولي ومع الأمم المتحدة، الأمر الذي لم يحصل. وأشارت المصادر للصحيفة إلى أن الاشتراكي تساءل: "وهل إذا حصل خلاف حول مسألة مزارع شبعا يتم تخوين جنبلاط من قبل حلفاء الحزب"؟ وبينما أكد وفد "حزب الله" أنه لم يصدر عنه أي موقف من هذا النوع، رأى وفد "الاشتراكي" أنه سبق أن حصل صدام بين الحزبين لكن الحوار والتواصل لم يتوقف وبالتالي لا يجوز حصول قطيعة في أسوأ الأحوال.

كما أوضحت مصادر المجتمعين لصحيفة الحياة أن بري ذكر بأن هناك قرارا قضائيا صدر لمصلحة الترخيص لمصنع الإسمنت وبالتالي لم يعد من داع لإعطاء الخلاف حوله بعدا سياسيا، ودعا إلى استئناف الحوار بين الحزبين حول القضايا السياسية المختلف عليها.
ولفتت المصادر للصحيفة إلى أن النقاش بين وفدي الحزبين اتسم بالصراحة بعدما كانت قيادة "حزب الله" عممت على نوابه ووزرائه قرارا بالقطيعة مع "الاشتراكي"، وصولا إلى عدم عقد أي لقاء مع نواب ووزراء الأخير.
وأشارت المصادر إلى أن وفد "حزب الله" أبلغ بري في اجتماع الأمس بأنه سيتشاور مع القيادة الحزبية حول طلبه إنهاء القطيعة مع "الاشتراكي"، وينقل الجواب إليه.

 وكان قد حضر اللقاء الذي ترأسه بري، وزير الصناعة وائل أبو فاعور، والوزير والنائب السابق غازي العريضي عن «الحزب التقدمي الاشتراكي»، وعن «حزب الله» المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل، ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، وعن حركة «أمل» وزير المالية علي حسن خليل، واحمد بعلبكي.