كتب المحامي انطوان القاصوف :
تقولُ الحكاية : "المرباعُ" ، خروفٌ يُوضعُ منذ ولادته في عِهْدَةِ "الأتان " وهي أنثى الحمار ..تُرضِعُهُ وترعاهُ .. يكبرُ فيُخصى ..تنمو فَرْوتُهُ فيَتضَخّمُ .. يُتركُ صوفُهُ فتبدو هيبتُهُ ..!
تعتبرُهٌ الأغنامُ قائدَها لأنه من فصيلتِها ، فإذا سار "المرباعُ" سار القطيعُ وراءه ..!
وتِبْعاً لنشأتِهِ وتربيتِهِ ، يعتبر ُ "المرباعُ" الحمارَ قائدَهُ ، يمشي خلفَهُ ولا يتجاوزه أبداً ..!
القطيعُ خلفَ قائدِهِ ..وقائدُهُ خلف الحمارِ ..؟!
وقياساً ، كم قطيعاً عندنا يقوده "المرباعُ" وكم "مرباعاً " لدينا لا يتحركُ إلاّ إذا تحرك قائدُهُ الحمارُ الأكبر ..؟!
إذا كان وراء كلِّ حيوانٍ إنسانٌ أو خلف كلِّ إنسانٍ حيوانٌ ، فماذا نقولُ عن "الزعماء" الذين يجعلون من المواطنين :
"مواشي للذبح" في مسالخهم ؟
"سجاداً عجميّا" تحت أقدامهم ؟
"توتاّ شامياً" بين أسنانهم؟
"حطباً يابساً" في مواقدهم؟
"مسابح طقطق" في أيديهم؟
"أرقاماً" في دفاتر ِ حساباتِهم ؟
أليسَ عندنا " قادة " يصنعون من المواطنين رجالاً ؟! أم سنبقى ضحية "زعماء" برتبةِ ،"مرباع" يُضحّونَ بالوطنِ وبالمواطنِ من أجلِ ما عندهم .. تُساندهم جمهرةٌ من التجار غير الشّرفاء الذين " تشرق الشمسُ في جيوبِهم وتغيبُ في صناديقِهم ..؟!
بين "مرباعٍ" يقودُ قطيعاً "وحمارٍ" يقودُ "مرباعاً" وزعماء بذات الرتبة والمرتبة ، يقودون مواطنين. .بتنا شعباً يرى في الإنتحارِ أو الهجرةِ حلاًّ لمآسيهِ. .أما لهذا اللّيلِ الطويل من نهاية ؟ الخوف كلُّ الخوفِ أن نكونَ ما زلنا في البداية؟!
_خطرٌ وجودي.. ولا حياة لمن ننادي :
كنّأ نطالبُ بإعادةِ النازحين السوريين من ديارنا إلى ديارهم ، فصرنا اليوم ، نطالبُ بوقفِ تسلّلِهم، عبر المعابر غير الشّرعية ، من ديارهم إلى ديارنا ..وفي الحالتين ، النظام المراوغ هناك ، لا يبادرُ ولا يفعلُ شيئاً ، بل يجيبُ على الدوام : "خير إنشالله " وعند الإلحاح في السؤال يردد :" إنشالله خير "..؟!
وهكذا بين "خير إنشالله وإنشالله خير"يستمر النزوح السوري المتدفّق بحثاً عن توطينٍ بإسمٍ مستعارٍ هو "الدّمج ".. وتتواصلُ الهجرةُ اللبنانية القسرية بحثاً عن وطنٍ "بدل عن سايب"..؟!
مع اللاجئين الفلسطينين كنّأ نتوجّسُ من "التوطين ".
مع النازحين السوريين بتنا نخاف من"الدمج" .
التوطينُ والدمجُ وجهانِ لعملةٍ واحدة ..تُرى متى يحين موعدُ الصرف ؟؟!!
_ بين شرف الإستقالة وعار الإستبداد؟!
يوم السبت ٢٠٢٤/٢/١٠ وفي كلمةٍ مُتلفزة ، أعلنت رئيسة ُ "هنغاريا" كتالين نوفاك إستقالتها بسببِ عفوِها عن رجلٍ مُتّهمٍ بالمساعدة في التّسترِ على قضيةِ اعتداءٍ جنسيٍّ في دارٍ للأطفال. .وقالت :" لقد اتخذتُ قراراً بالعفو أثار شكوكاً .. لقد إرتكبتُ خطأً ..اليوم هو آخرُ يومٍ أخاطبكم فيه بصفتي رئيسة..."؟؟!!
في "هنغاريا" خطأٌ أثار الشكوك أدّى إلى الإستقالة وعندنا جرائم موصوفة ، إمّأ تختفي في الصناديق وإمّأ تحميها الحصانة وإمّأ يحامي عنها السلاح..؟
أيها القادة قولوا لهؤلاء الزعماء : الإستقالة ليست عيباً ، إنها موقف كرامةٍ شخصية للتصالح وللتصحيح ، إنها شرفٌ في مواجهة الفشل والخطأ ، أمّأ الإستبداد فهو عارٌ وطريقه مسدودٌ..!!
_ في كلِّ مرة تأتينا "العبر" من الخارج فهل نعتبر؟
عندما جرت الانتخابات النيابية في أيار ٢٠٢٢ ، كان المرشحون والناخبون يعلمون بأنّ المجلسَ النيابي المُنتخَب ، سينتخِبُ بدوره رئيساً للجمهورية قبل تشرين الثاني ٢٠٢٣ فهل نجح الناخبُ في خياراته أم أُصيبَ بخيبة أملٍ من نوابٍ يُنتَخَبونَ ولا يَنتَخِبون؟ فماذا جاؤوا يفعلون..؟؟!!
منذُ أكثر من سنة والنواب ينتظرون "انتصاب النصاب " لأنّ البعض بإنتظار : إما الوحي الإلهي أو الأمر الإستبدادي أو الإستئناس الخارجي أو التسوية المحاصصة ، ليقوم بواجبه الوطني لإنتخابِ رأس ٍ للجمهورية .. والشعب يتساءلُ: كيف إستطعتُ أن أنتخٍبَهم وهم لا يستطيعون إنتخاب الرئيس ؟ ألم يجدوا "لبنانيا" يمكن أن يكونَ مشروع رئيس : قصير اليد ، نظيف الكف ، طاهر الضمير ، عظيم الشأن ، نبيل الخُلق ، سيف كرامة ، صوت الحق والحقيقة، شرف العدل والعدالة ... في أدائه تجاربُ ناجحة.. في مهماته تميّز واضح... في أفكاره ، في أهدافه ، في مشروعه ،في حُلُمِهِ ،ثباتٌ يوازي صمود الأرز في الأعالي... حاضرُه لا يستحي بماضيه وحتماً مستقبله لن يستحي لا بحاضره ولا بماضيه..؟؟!!
أيها المُنتَخَبون الناخبون ، هل أحسنت محكمة العدل الدولية الأختيار ، فأصبح رئيسها اللبناني نواف سلام ؟ وأنتم ألا تحسنون الإختيار؟ لعلّ الوطن يعود وطناً فنصل إلى محطة الأمن والأمان ..ولكن إياكم أن تتذرعوا بأنّ الإنتظار َمزعجٌ لتركبوا القطار الخطأ..ةوتذكروا قول الرئيس أبراهام لنكلون : "معظم الرجال تقريباً يمكنهم تحمّل الصعاب ، لكن إن أردْتَ إختبارَ معدن رجل.. فإجعل له سلطة."