هل يطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية جديدة ضد حماس؟

استبعد محللون ومختصون في الشأن العسكري إقدام الجيش الإسرائيلي على إطلاق عملية جديدة في قطاع غزة خلال الأيام والأسابيع المقبلة، على غرار "حارس الأسوار" التي انتهت الشهر الماضي بوقف متبادل لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية.

وحسب الخبراء، فإنه من غير المتوقع أن تتطور الأحداث الميدانية الأخيرة بين غزة وإسرائيل إلى مواجهة عسكرية جديدة، مشيرين إلى أن ما يجري في الوقت الراهن هو محاولة ضغط من كلا الجانبين على الآخر من أجل تقديم كل طرف تنازلات، سواء في ملف التهدئة أو صفقة تبادل أسرى جديدة.

وقصف الجيش الإسرائيلي، الليلة الماضية، وللمرة الثانية منذ وقف إطلاق النار، أهدافاً متفرقة في قطاع غزة، مؤكداً أن القصف جاء رداً على إطلاق نشطاء فلسطينيين بالونات حارقة على مستوطنات إسرائيلية قريبة من غلاف غزة.
جاء ذلك، في الوقت الذي أكدت فيه القناة "13" العبرية أن إسرائيل نقلت رسالة تحذير لحركة حماس عبر مصر بشأن إطلاق البالونات الحارقة تجاه المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، موضحةً أن الرسالة التي نقلت عبر الوسيط المصري، أشارت إلى أن استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع تجاه البلدات الإسرائيلية سيؤدي إلى إطلاق عملية "حارس الأسوار 2".

وأكدت القناة أن مصر تبذل جهوداً لمنع انهيار وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة.

وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري اللواء واصف عريقات إنه من المستبعد أن تطلق إسرائيل عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة خلال الفترة الراهنة، مشدداً على أن حجم الضغط الدولي على الحكومة الإسرائيلية خلال عملية"حارس الأسوار" يدفع بها للابتعاد عن خيار المواجهة العسكرية.
وأوضح عريقات، في حديثه لـ"إرم نيو."، أن الجيش الإسرائيلي يستبعد في الوقت الراهن الخيار العسكري ولا يريد الانزلاق نحو مواجهة مسلحة، لأسباب عدة أبرزها حاجته لتحديث بنك الأهداف الخاص به في قطاع غزة، الذي يحتاج إعداده لوقت بعد كل مواجهة عسكرية بين حماس وإسرائيل.

وأضاف عريقات أن "ثاني الأسباب يتمثل في عدم استعداد الجيش للدخول في معركة جديدة وسط انشغال وزير الدفاع بيني غانتس بالشأن السياسي، علاوة على مساعي إقرار موازنة وزارة الدفاع الإسرائيلية التي تحتاج الحكومة الجديدة لإقرارها خوفاً من الانهيار".

وبين عريقات أن ”ثالث الأسباب يتعلق برئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي نفتالي بينيت الذي يرغب في إنهاء خلافاته الداخلية وضمان استمراره بالمنصب، وذلك لا يمكن أن يتم في الوقت الراهن عبر استخدام القوة العسكرية ضد قطاع غزة“، مشدداً على أن بينيت، الذي شغل سابقاً منصب وزير الدفاع، يعي جيداً أن الوقت غير مناسب لعملية عسكرية في غزة.

وأشار عريقات إلى أن الأوضاع الميدانية تشير إلى أن الأمور بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل ستتوقف عند قاعدة الفعل ورد الفعل، ولن تتطور إلى مواجهة عسكرية جديدة، مؤكداً أن حماس وإسرائيل معنيتان بذلك في الوقت الراهن، خاصة وأن التصعيد المتبادل بينهما لم يستهدف أي أماكن حيوية حتى اللحظة.