هل يكون برّي عرّاب التمديد لعون؟

يتصدر المشهد الداخلي التمديد لقائد الجيش العماد جويف عون الذي يبدو أنه لن يقتصر عليه وحده.

وتبيَّن لزوار العماد عون، رداً على الحملات التي تستهدفه أن المقصود ليس شخص القائد بل المؤسسة العسكرية، الضامنة للوحدة الوطنية ولمنع الفتن. وخرج الزوار بانطباع مفاده أن من يراهن على أي تردد أو تلكؤ داخل المؤسسة واهم. فواجب الوحدة الوطنية في الجيش يعلو على أي اعتبار. فالضباط الشيعة هم شيعة الدولة، والضباط المسيحيون هم مسيحيو الدولة. ونقل الزوار أيضاً أن التمديد حاصل، وأن الأميركيين والسعوديين والألمان وصلت منهم رسائل مفادها أن عدم التمديد يعني أن المساعدات ستتأثر بشكل كبير، وقد يتوقف العمل بالاتفاقيات مع المؤسسة العسكرية. وتكشف مصادر معنية بهذا الملف أنه في الأسبوع الحالي هناك حراك نيابي جديد ليس بعيداً منه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ويرتكز على مشروع قانون جديد للتمديد، من غير الواضح ما إذا كان سيشمل رؤساء الأجهزة الأمنية الأخرى، لكن من المؤكد أنه يختلف عما طرحه النائب جهاد الصمد لجهة شموله مدراء عامين.

كما ينقل الزوار عن العماد عون أنه يعي تماماً صعوبة المرحلة، ولكن ثمة آمالاً جديدة لمصلحة كل اللبنانيين، فلا داعي للخوف أو التردد، والرد على صعوبة المرحلة يكون برفع الصوت الوطني الجامع عالياً.

على خط التحركات الدولية الداعمة لوقف إطلاق النار في لبنان تتجه الأنظار إلى القمة العربية الإسلامية التي تعقد اليوم في الرياض والتي تكتسب أهمية من حيث التوقيت وخريطة الطريق أو المخرجات التي ستصدر عنها. وفي هذا السياق أشار مصدر خليجي لـ "نداء الوطن" إلى أن "القادة في القمة سيناقشون وقف الحرب على لبنان، والضغط للتوصل إلى انتخاب رئيس يرضي جميع اللبنانيين". ويجزم المصدر بأن "لبنان لن يحصل على مساعدات عربية ودولية إذا أصرّ اللبنانيون على اختيار رئيس توافقي بطريقة غير دستورية أو أن يكون الرئيس جزءاً من مكتسبات لإيران و "حزب الله".

وفي السياق لفت موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في خلال لقاء مع الجالية اللبنانية في المملكة العربية السعودية أكد فيه أن "الفرصة متاحة اليوم لإعادة الكيان والجميع إلى كنف الدولة وأن تكون الدولة هي صاحبة القرار الأول والأخير بكل الأمور"، واعتبر ميقاتي أن "الأساس هو القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب".

وفي انتظار ما سيرشح عن القمة تواصل الدبلوماسيتان الأميركية والفرنسية مساعيهما للدفع في اتجاه الوصول إلى تسوية. وفي هذا السياق سيكون لبنان على موعد مع ثلاث زيارات مرتقبة، للموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين ومنسق العلاقات العربية لترامب الدكتور مسعد بولس والموفد الفرنسي جان إيف لودريان.

من جهته يتعهد الرئيس بري وبحسب المصادر بتطبيق ما تم الإتفاق عليه مع هوكستين من دون أي زيادة. علماً أنه وحتى كتابة هذه السطور لم يتلق برّي أي اتصال عن زيارة جديدة لهوكستين إلى بيروت.

تزامن ذلك مع ما أورده الإعلام الاسرائيلي عن تبادل بري وميقاتي مع هوكستين مسوّدة اتفاق وقف إطلاق النار والإشارة إلى تقدم كبير في المفاوضات بشأن التسوية في لبنان. وهو ما نفته أوساط مطلعة على المفاوضات.