المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الخميس 24 نيسان 2025 11:54:18
بعيدا من العلاقة الممتازة بين الاميركيين والحكم الجديد في لبنان، بدليل اشادة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس برئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في الساعات الماضية، فإن واشنطن باتت لا تفوت فرصة للرد على معارضيها او "الرماديين" في لبنان.
أورتاغوس علّقت بسخرية على خطاب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي رفض فكرة تسليم السلاح. وفي منشور لها عبر حسابها الرسمي على إكس، وتعليقا على احد المغردين الذي نشر كلام قاسم، كتبت أورتاغوس كلمة "Yawn" او تثاؤب بالعربية، ما يشير إلى انها غير مهتمة بما قاله قاسم، والى ان كلامه ممل ومضيعة للوقت.
وكان قاسم أعلن في كلمة مساء الجمعة رفض حزب الله التام لنزع سلاحه بالقوة، واصفا الأمر بـ"الفتنة" لو حصل، ومعلنا مواجهة من يعمل على هذا المشروع و"يعتدي على المقاومة (...) كما واجهنا إسرائيل، سواء كانت إسرائيل أم أميركا أم أي أذناب لهما".
قبل مواقف قاسم واورتاغوس، أشار مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس، في تصريح لقناة "العربية"، نهار الجمعة، إلى أنّ "أميركا تعتبر وقف النار في لبنان اتفاقًا تاريخيًا ينهي حزب الله". ولفت إلى أنّ "على الدولة اللبنانية بسط سيطرتها على كامل أراضيها وحدودها"، كما ذكر أنّ "على الدولة اللبنانية السيطرة على حدودها مع سوريا".
وقبل ساعات على كلام بولس، كان مسؤول وحدة الارتباط والتّنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، يشير الى أنّ "كلمة "نزع" للسّلاح لا نراها إلّا على مواقع التّواصل الاجتماعي من قِبل المحرّضين"، مؤكّدًا أنّه "ليس هناك شيء اسمه نزع سلاح، بل هناك ما تحدّث عنه رئيس الجمهوريّة جوزاف عون في خطاب القسم، حول الاستراتيجيّة الدّفاعيّة".
بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، فان الاخذ والرد بين الحزب والمسؤولين الأميركيين يدل على متابعة أميركية حثيثة للتطورات المحلية حيث يواكبونها ساعة بساعة ويتفاعلون معها، في أسلوب جديد لم نعهده في السنوات الماضية. وهذا السلوك يؤكد ان ملف سلاح حزب الله اولوية لدى ادارة الرئيس دونالد ترامب وليست في وارد التساهل في قضية معالجته وتسليمه للدولة خاصة ان هذه المسألة متعلقة باتفاق وقف النار وبأمن اسرائيل.
لا يغيب الاميركيون عن لبنان اذا. يضغطون بالدبلوماسية والمفاوضات خلال مباحثاتهم مع المسؤولين اللبنانيين من اجل تنفيذ وقف النار، ويضغطون ايضا بأشكال اخرى، من خلال الرد على مواقف الحزب ومَن يتعاطفون منه او يدورون في فلكه وعلى مَن ينتقدون سياسات اميركا كالنائب السابق وليد جنبلاط، وايضا مِن خلال الاقتصاد، عبر ربط إعادة الإعمار بتسليم السلاح. فهل سينجح لبنان الرسمي الذي يفضّل اعتماد "الحوار" وسيلة لاقناع حزب الله بتنفيذ ما وقّع عليه في اتفاق وقف النار، في الوصول الى هدفه، فيعيد لبنان الى حضن الشرعية الدولية ويفتح عليه ابواب المكاسب التي سيوفّرها له هذا "الحضن" اقتصاديا وسياحيا وإعمارا واستثمارات؟ وهل سيعي الحزب اهمية التجاوب مع مساعي رئاسة الجمهورية؟