المصدر: Kataeb.org
الثلاثاء 2 كانون الاول 2025 13:47:17
في الوداع الرسمي للبابا لاوون الرابع عشر في مطار بيروت، توجّه رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى صاحب القداسة قائلًا: "هذه الزيارة ستبقى محفورة في ذاكرة لبنان وشعبه، لقد جئتم إلى لبنان حاملين رسالة سلام وداعين إلى المصالحة ومؤكدين أنّ هذا الوطن الصغير في مساحته الكبيرة في رسالته ما زال يشكّل نموذجاً للعيش المشترك".
أضاف: "في كلمتكم وفي لقاءاتكم لمسنا محبتكم لهذا البلد وصدق رغبتكم بأن يكون وطن الرسالة والانفتاح وطن الحرية لكل إنسان".
تابع: "الشعب اللبناني استقبلكم بكل طوائفه بمحبة تعكس توقه إلى السلام ونأمل أن نبقى في صلواتكم وسمعنا رسالتكم وسنستمر في تجسيدها".
وقال: "دعيتم إلى المصالحة وأكدتم على أن هذا الوطن مازال يشكل نموذجاً للعيش المشترك وللقيم الإنسانية ولمسنا محبتكم للبنان وشعبه".
بدوره، قال البابا قبيل مغادرته لبنان: "نأمل أن نشرك في هذه الروح من الأخوة والالتزام بالسلام كل الشرق الأوسط."
وأضاف: "أحيي جميع مناطق لبنان التي لم أتمكن من زيارتها من طرابلس إلى الشمال والبقاع والجنوب الذي يعيش حالة من الصراع وعدم الاستقرار."
وتابع: "أحمل معي عطش عائلات ضحايا انفجار المرفأ إلى العدالة" لافتًا إلى أن "القتال لا يجلب أي فائدة أما التفاوض والوساطة والحوار فهي ما يبني فلِيكن السلام خيارنا وطريقنا جميعا".
وقال: "المغادرة أصعب من القدوم وروحية لبنان معدية ورأيت أن اللبنانيّين يحبون التلاقي أكثر من الانقسام".
أضاف البابا: "أنتم أقوياء كشجرة الأرز التي تعلو جبالكم وأتطلع إلى السلام خصوصاً في مناطق الجنوب حيث الخلافات موجودة والحوار هو الطريق إلى ذلك ولبنان أكبر من بلد هو رسالة ويجب أن نعمل لكي تصبح هذه حقيقة".
وجاء في كلمة الرئيس عون:
"صاحبَ القداسة البابا لاوون الرابع عشر، نلتقي اليوم في ختام زيارةٍ ستبقى محفورة في ذاكرة لبنان وشعبه. فخلال الأيام الماضية، حملتم إلى لبنان كلمات رجاء و أمل، وجلتم بين مناطقه، والتقيتم بشعبه الذي استقبلكم بكافة طوائفه وإنتماءته بمحبةٍ كبيرة تعكس توقه الدائم للسلام والاستقرار. صاحبَ القداسة لقد جئتم إلى لبنان حاملين رسالة سلام، وداعين إلى المصالحة، ومؤكّدين أن هذا الوطن الصغير في مساحته، الكبير برسالته، ما زال يشكّل نموذجًا للعيش المشترك وللقيم الإنسانية التي تجمع ولا تفرّق. وفي كلماتكم ، وفي لقاءاتكم مع أبناء هذا البلد ، لمسنا عمق محبتكم للبنان وشعبه، وصدق رغبتكم في أن يبقى وطن الرسالة، وطن الحوار، وطن الانفتاح ، وطن الحرية لكل انسان والكرامة لكل انسان فشكراً لكم يا صاحبَ القداسة، لأنكم استمعتم إلينا. وشكراً لأنكم استودعتم لبنانَ رسالةَ السلام. وأنا بدوري أقولُ لكم بأننا سمعنا رسالتَكم. وأننا سنستمرُ في تجسيدِها، ومع شكرِنا، تظلُّ لنا أمنيةٌ يا صاحبَ القداسة. وهي أن نكونَ دائمًا في صلواتِكم، وأن تتضمّن عظاتُكم لكلِّ مؤمنٍ ومسؤولٍ في هذا العالم التأكيدَ على أنَّ شعبَنا شعبٌ مؤمنٌ يرفض الموتَ والرحيل، شعبٌ مؤمن قرر الصمودَ بالمحبةِ والسلامِ والحق. شعبٌ مؤمنٌ يستحقُ الحياةَ وتليقُ به. وإذ نودّعكم، لا نودّع ضيفًا كريمًا فحسب، بل نودّع أبًا حمل إلينا طمأنينةً وذكّرنا بأن العالم لم ينسَ لبنان، وأن هناك من يصلّي لأجله ويعمل من أجل السلام عشتم يا صاحبَ القداسة عاش السلام وعاشَ لبنان."