وزير الطاقة يهاجم كهرباء لبنان الوصيّ عليها؟

استهجنت مصادر سياسية عبر وكالة "أخبار اليوم" التصريح الذي أدلى به وزير الطاقة وليد فياض لمحطة CNN عن "مزايدات مبالغ فيها" في ما يتعلق بانقطاع الكهرباء والعتمة الشاملة، معتبراً ان "الوضع ليس أسوأ من ذي قبل".

وتساءلت المصادر عن "الخفة" في تصريح وزير مسؤول عن قطاع يعلم الجميع انه منهار بالكامل، وهو كان في زيارة لمصر والاردن لاستكمال المفاوضات لاستقدام الغاز والكهرباء عبر سوريا الى لبنان. أي انه يعرف عمق الأزمة التي تعانيها الكهرباء في لبنان. واعتبرت المصادر ان في كلام وزير الطاقة هجوماً وانتقاداً لـ"مزايدات" مؤسسة كهرباء لبنان، وهو الوصي عليها، اذ انها أصدرت خلال ٢٤ ساعة بيانين أعلنت فيهما عن توقف أكبر معملين عن انتاج الكهرباء هما دير عمار والزهراني بسبب نفاد المازوت، وبالتالي الخروج الكامل عن الشبكة الكهربائية وحلول العتمة الشاملة.

وأضافت المصادر ان بيانات كهرباء لبنان المتكررة منذ فترة التي تحذر فيها من الوصول الى العتمة الشاملة أو عملية "النق" التي تمارسها لم تحرّك أحداً لا وزير الطاقة ولا الحكومة في محاولة لإيجاد حلّ لهذه المعضلة. حتى مدير عام كهرباء لبنان كمال حايك، الذي يفترض انه مسؤول عن هذه المؤسسة، يصدر البيان تلو الآخر ويحمّل الجميع مسؤولية تدهور مؤسسته، تارة بسبب تهدّم مركز التحكم من جراء انفجار مرفأ بيروت وطورًا بسبب نفاد الفيول او التعديات على الشبكة او السرقات او عدم الجباية…، متنصلاً من مسؤولياته كلها، رامياً الكرة في ملعب الحكومة او حتى أي أحد سواه، لتجد حلاً للكهرباء التي أعيت المواطنين وأتعبتهم.

وسألت المصادر ألا يستأهل موضوع الكهرباء جلسة خاصة لمجلس الوزراء للبحث في السبل الصحيحة لزيادة ساعات التغذية وتخليص المواطنين من عبء الانقطاع المتكرر وعبء الاتكال على المولدات، ووضع الخطط والبدء بتنفيذها او الاعتماد على الطاقة البديلة، والاهمّ البدء فوراً بالاصلاحات المنتظرة في القطاع بعيداً من التجاذبات السياسية، كي نبدأ فعلياً ببناء المعامل التي تحتاج الى حوالى السنتين للانتهاء منها، وإيجاد سبل تمويل مستدامة للمحروقات الواجب استعمالها في معامل الإنتاج وربط ذلك بالتعرفة والجباية الصحيحة والفعالة، وبالتالي الابتعاد عن الحلول الترقيعية للقطاع الذي كلّف ملايين الدولارات من دون أي نتيجة تذكر؟