وسط الظروف الصعبة.... نصيحة لدياب وفهمي بتوخّي الحذر فهل ستعاود الاغتيالات؟

في حين شكّلت الزيادة على كلفة استخدام «الواتساب» شرارة انتفاضة 17 تشرين الأول، فإنّ الشرارة المقبلة قد تخرج في اي وقت من قلب معدة خاوية أنهكها وجع الفقر والجوع.

والاكيد، انّ العلاج التقليدي لا ينفع إزاء حروق مالية واقتصادية من الدرجة الأولى، وبالتالي فإنّ لجم الانحدار نحو قعر الهاوية بات يتطلب من الحكومة الخروج من المنطقة الرمادية التي تستنزفها، وصولاً الى اتخاذ قرارات شجاعة وإحداث صدمة حقيقية، تصنع فارقاً في يوميات المواطن اللبناني، بعيداً من «سيرك» الأرقام المتنقل بين المقرّات والمؤسسات.

ولعلّ اخطر ما في الواقع الراهن، هو أنّ لبنان يبدو مكشوفاً ومنكشفاً على كل أنواع التهديدات، إذ انّ الضائقة المعيشية وما تسبّبه من فقر مدقع، انما تشكّل بيئة مناسبة لتنفيذ أي أجندة مشبوهة.

واذا كان لبنان قد نجا حتى الآن من الفوضى الشاملة والفتنة المتنقلة بين المناطق، سواء في 6 و 11 حزيران او في غيرهما من المحطات السابقة واللاحقة، فليس كل مرّة يمكن ان تسلم الجرّة، ما دامت مظلاّت الحماية الاقتصادية والسياسية مثقوبة، وبالتالي فإنّ ثقاباً واحداً في الهشيم اليابس قد يهدّد في اي لحظة بإشعال حريق كبير.

ولأنّ الساحة الداخلية هشّة ومتصدّعة الى هذا الحدّ، كان يكفي ان يتهيأ لمواطن في البقاع، انّه سمع صوت انفجار بالترافق مع مرور موكب الرئيس سعد الحريري ولو بعيداً من مكان الحادث المفترض، حتى يروّج البعض لفرضية محاولة الاغتيال، مع ما يعنيه ذلك من استدعاء جديد لأشباح الفتنة، التي لا تزال تعمل بدوام كامل ولم تتأثر بموجة البطالة.

وإذا كان الصاروخ الافتراضي، الذي واكب زيارة الحريري الى البقاع بقي موضع اخذ ورد، فإنّ ما يبدو اكيداً، بناء على معلومات مصادر واسعة الاطلاع، هو أنّ كلاً من رئيس الحكومة حسان دياب ووزير الداخلية محمد فهمي تلقيا اخيراً نصيحة من احد الأجهزة الامنية بضرورة توخّي الحيطة والحذر في تنقلاتهما وفي المسالك التي يعتمدانها، من باب زيادة منسوب الاحتياطات الامنية والتدابير الاحترازية في هذه المرحلة الحساسة.