"وضع معقد".. ماذا تريد إسرائيل من توسيع الحرب في غزة؟

أصدر الجيش الإسرائيلي، أوامر لاستدعاء آلاف الجنود من الاحتياط، وذلك من أجل دعم توسيع هجومه على قطاع غزة، وهو القرار الذي جاء بعد إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأجيل زيارته المرتقبة إلى أذربيجان.
ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، سيتم نشر جنود الاحتياط على حدود إسرائيل مع لبنان وفي الضفة الغربية، ليحلوا بذلك محل جنود نظاميين سيقودون هجومًا جديدًا على غزة، في حين جاء تأجيل زيارة نتنياهو إثر التطورات بسوريا وغزة.
هدفان رئيسان
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، أن "لإسرائيل هدفين رئيسين من استدعاء جنود الاحتياط".
 وأشار أبو زايدة إلى أن الهدف الأول يتمثل في ممارسة أقصى الضغوط النفسية والسياسية على حركة حماس وسكان غزة.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "الهدف الثاني هو الاستعداد للمرحلة الجديدة في حال فشلت الضغوط التي تمارس على حماس من أجل التوصل لاتفاق مؤقت".

  وشدد على أن توسيع العمليات العسكرية وارد جدًا حال فشل الخيار الأول.
وأضاف أن "توسيع العمليات العسكرية في حال تم إقراره سيكون بالمناطق المفتوحة حول قطاع غزة، ونتنياهو وحكومته يعملان من أجل البقاء في الحكم حتى أكتوبر/تشرين الأول 2026"، مبينًا أن هناك محاولة لإدامة الحرب.
وتابع أن "إسرائيل تريد اتفاقًا جزئيًا مع حماس لا يتجاوز الثلاثة أشهر ومن ثم العودة لحالة الحرب، كما أن التصعيد في سوريا يخدم أجندة نتنياهو ويحافظ على ائتلافه الحكومي"، مبينًا أن هناك سعيًا لتوسيع الهجمات في المنطقة بأسرها.
ولفت إلى أن "الحرب النفسية هي الأقوى وأي توسيع للعملية البرية سيكون بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، ونتنياهو لا يريد إغضاب الولايات المتحدة"، في إشارة إلى استبعاد أي عمل عسكري بالوقت الحالي.

 وضع معقد
ويرى الخبير في الشأن السياسي، محمد حجازي، أن "الوضع في غزة معقد كثيرًا، وأن إسرائيل تستخدم التهديدات والوعيد لتحقيق أهدافها".
وأكد حجازي على ضرورة أخذ استدعاء الاحتياط على محمل الجد، خاصة مع احتمالات الاجتياح الكامل لغزة.
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "هناك احتمالًا كبيرًا لاجتياح مناطق معينة من القطاع، خاصة وأن نتنياهو يرغب بأخذ التنازلات من حماس عبر التهديد بذلك"، مستدركًا: "لكن الموقف الأمريكي لا يشجع إسرائيل على ذلك".
وتابع أنه "بالرغم من ذلك فإن كل الاحتمالات واردة، واستدعاء الاحتياط يشير إلى وجود مخطط إسرائيلي جديد لغزة، وهو الأمر الذي يتزامن مع التصريحات الخاصة بذلك، وأي عملية جديدة ستكون سببًا في ارتفاع غير مسبوق بعدد من الضحايا".
وشدد على أن "حماس فقدت الكثير من الفرص الضائعة، ومن البداية كان يجب عليها النظر للحرب باعتبارها خاطئة، خاصة وأن نتائجها كارثية عليها" وفق تعبيره.

 وتابع أن "الحركة تفاوض على بقاء سيطرتها على غزة فقط، وهي الذريعة التي تستخدمها إسرائيل لتواصل عملها العسكري ضد القطاع".