المصدر: Kataeb.org
الاثنين 21 تشرين الأول 2019 16:44:22
وعود فارغة وكلام يُقال في الهواء دون اسس لا اكثر ولا اقل لامتصاص غضب الشارع. هذا ما خرجت اليه حكومة "الى اللا عمل".
فما لم تفعله الحكومة في أشهر "فعلته" بسحر ساحر وكأنها امتلكت فجأة العصا السحرية التي كانت قد خبّأتها في مخازن فسادها والهدف واحد انسحاب المتظاهرين من الشارع والبقاء هم على كراسيهم متمتعين بالخيرات واشباع الناس وعودا كي لا نقول كلاما أرخص من الحبر الذي كُتب فيه.
سرعة قياسية قد تدفع بالحكومة الى كتاب غينيس عن الوعود التي أغدقت بها اللبنانيين الذين خيّل لهم فجاة انهم انتقلوا الى عالم القصص الخياليّة وازيحت الظلمة عنهم في 72 ساعة وفرِجت على يد سلطة فقد اللبنانيون الثقة بها ولن تستطيع، بوعود فارغة لا أرضية لها، ان تقنعهم وتسحبهم من الشارع.
إصلاحات تحتاج اياما متواصلة من النقاش العملي لبتّ بنودها وأسمائها وكيفية التطبيق اتخذت مع السلطة الموقّرة بضع ساعات ما يفضح نفاقا حكوميا بامتياز هدفه الاول والاخير امتصاص غضب الشارع ونقمة الناس وتنفيس الثورة .
فقد خرج رئيس الحكومة سعد الحريري على اللبنانيين بوعود سائلا رحمة الشارع وكأنّ شيئا لم يكن ولو سمع صراخ الشارع لما تعاطى بهذه الخفة مع مطالبهم، خرج وتلا سلسلة وعود ملّ الشعب من سماعها في الوقت الذي يتطلّب الوضع الخطير افعالا وقرارات من حكومة رمت التطبيق على الايام المقبلة تحت صيغة "سنعمل على..."
فبعد جلسة عاصفة أقرت الورقة الاقتصادية الاصلاحية وموازنة 2020 وفي وقت قياسي على وقع ضغط الشارع وبعيد لحظات من انسحاب وزيري الاشتراكي وائل بو فاعور وأكرم شهيب لانه لم يتم الاخذ بملاحظاتهما الاصلاحية، ومع قرب انتهاء مهلة الـ72 التي اعطاها للوصول الى حل للمأزق الذي تواجهه السلطة منذ الخميس الماضي مع خروج الشعب اللبناني الى للشوارع للمطالبة برحيل السلطة التي فقّرت مواطنيها ولم تأبه بأبسط حقوقهم، اطلّ الحريري ليعلن جملة من الإجراءات من ضمن ما عرف بالورقة الاقتصادية متوجها بكلام عاطفي الى المتظاهرين في الشارع وقال: "انتم البوصلة ومن حرّك مجلس الوزراء وهو ما اوصل الى القرارات التي اتخذناها ومن موقع مسؤوليتي عملت 3 ايام للوصول الى ما وصلنا اليه وصوتكم مسموع واذا كان مطلبكم انتخابات مبكرة للتعبير فأنا معكم".
الحريري أكد أن الهدف من الممارسة السياسية تأمين كرامة الناس واساسها الكرامة الفردية، وأضاف: منذ ان تشكلت الحكومة اقول ان امامنا خطوات ضرورية لتأمين هذا الهدف والنتيجة ان الشباب بعدما صبروا وصلوا الى مكان من اليأس نتيجته الانفجار والنزول الى الشارع للمطالبة بحقهم، مؤكدا ان المطالب محقة وكثيرة لكن المطلب الواضح هو انهم يطالبون بكرامتهم.
وأوضح "أنني اعطيت شركائي مهلة 72 ساعة لتأمين سلسلة من الاجراءات"، لافتا الى أن المهلة كانت لفرقاء الحكومة لا للشباب الموجود في الشارع لأنه هو من يطلب مني ومن الجميع، مشيرا الى أن المهلة كانت للحد الادنى من الاجراءات وتحققت.
الحريري أشار الى أن الموازنة بعجز 0.6% من دون ضرائب اضافية او جديدة مؤكدا أن المصارف ستساهم بخفض العجز، واعلن الاجراءات ومنها: خفض 50% من رواتب الوزراء والنواب والرؤساء الحاليين والسابقين وموازنة المجالس، الف مليار ليرة خفض من عجز الكهرباء واقرار العفو العام وضمان الشيخوخة قبل نهاية العام و20 مليار ليرة لمشروع الاسر الاكثر فقرا، اعداد مشروع قانون استعادة الاموال المنهوبة وسنطلب من محامي المجتمع المدني التعاون معنا وقانون انشاء الهيئة الوطنية لمحاربة الفساد قبل نهاية العام وتركيب سكانر على المعابر لمكافحة التهريب، الموافقة على الغاء وزارة الاعلام والطلب الى الوزراء المعنيين رفع تقرير عن المرافق العامة التي يمكن الغاؤها او دمجها مع مؤسسات اخرى والمؤسسات غير الضرورية، تعيين الهيئات الناظمة للكهرباء والاتصالات والطيران المدني وتسريع تلزيم معامل الكهرباء واقرار مشاريع المرحلة الاولى من سيدر خلال 3 اسابيع، اطلاق مشاريع المداخل الشمالية والجنوبية لبيروت اي لينور واليسار.
ولفت الى أننا سندرس الاتجاهات للذهاب الى الخصخصة مع الخيارات المتاحة.
الحريري توجه للمتظاهرين قائلا: إن القرارات التي اتخذناها قد لا تحقق مطالبكم، انما هي ما اطالب به منذ سنتين كخطوة اولى للبدء بالحلول، والقرارات ليست للمقايضة او للطلب منكم وقف التظاهر وواجب الدولة ان تحميكم وتحمي التعبير، وأضاف: انتم البوصلة ومن حرّك مجلس الوزراء وهو ما اوصل الى القرارات التي اتخذناها ومن موقع مسؤوليتي عملت 3 ايام للوصول الى ما وصلنا اليه وصوتكم مسموع واذا كان مطلبكم انتخابات مبكرة للتعبير فأنا معكم.
وتابع: يجب أن تعلموا أن ما قمتم به كسر الحواجز وهزّ الاحزاب والتيارات وحاجز الولاء الطائفي وأعدتم الهوية اللبنانية الى مكانها الصحيح وهذا اكبر مكسب وطني ونأمل ان يكون ذلك بداية لنهاية النظام الطائفي وللبنان الجديد، مضيفا: ما قمت به ليس لإخراج الناس من الشارع والثقة يجب ان نكسبها وانجاز اليوم انقلاب مالي.
وختم الحريري مشددا على أن كل الامور التي لها علاقة بالقطاع الخاص والعام ستبت في المستقبل واجراءاتنا ترضي سيدر.
وفي ردّ اولي على وعود الحريري، زحف المواطنون الى الساحات بضغط أكبر من ساعات ما قبل الظهر هاتفين على وقع كل بند تلاه الحريري: "ثورة" و"الشعب يريد إسقاط النظام".