وفد نيابي معارض في بروكسيل آخر الأسبوع المقبل بعد السويد

النائب إلياس حنكش شاب نشيط ينتمي إلى كتلة «الكتائب اللبنانية». كان حنكش في عداد وفد برلماني معارض زار السويد بصفتها رئيسة دورية للاتحاد الأوروبي، عرض مع الأوروبيين المشاكل الهائلة التي يعاني منها لبنان ودور أوروبا في مساعدة اللبنانيين. لكن طارئاً مهماً مؤخراً حصل هو الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية الصين. الرئيس الإيراني قد يصل الرياض قريباً. ماذا سيحمل هذا الاتفاق على الدولتين المعنيتين وبالتالي على العواصم الأخرى في المنطقة بدءاً من صنعاء وصولاً إلى بيروت. وهل يستقر لبنان بعد طول عذابات؟

يؤكد النائب إلياس حنكش في حديث خاص لصحيفة «السهم» «أننا طبعاً مع كل اتفاق يرسي استقراراً للمنطقة وهذا من المفترض أن يعود بالمنفعة لكل دول المنطقة بما فيها لبنان». ويرى أن هناك فريقاً في لبنان هو حزب الله عنده ارتباط عضوي بإيران وهذا الأمر لم «نكتشفه» نحن وإنما يتكرر على لسان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي يؤكد أنه ينتمي إلى «ولاية الفقيه». وبالتالي فإن هذا الاستقرار الإقليمي ينعكس على لبنان. ماذا ينتفع لبنان؟ أحد البنود الواضحة في الاتفاق السعودي- الإيراني يقول بـ«وقف التدخل في شؤون الدول الأخرى». فلا شك إذاً أن على إيران وقف عمل أذرعها العسكرية في اليمن والعراق ولبنان وسوريا. وهذا الأمر إن حصل- برأي حنكش- يؤدي بالحزب إلى أن يكون «أكثر لبنانية» ويتموضع أكثر ضمن الحدود اللبنانية ولا يعود قوة إقليمية تعمل بأمرة إيران وضمن أجندتها.

هل يرى حنكش أن السعودية قد تقبل باسم سليمان فرنجية ضمن صفقة الرئيس مقابل رئيس الحكومة وبرنامجها الإصلاحي؟ «ما وصل إلينا خصوصاً ما رشح عن اجتماع باريس الثنائي الفرنسي – السعودي أو من خلال لقاءات السفير السعودي وليد البخاري في بيروت أن المملكة عندها موقف مبدئي من ترشح سليمان فرنجية لأن موقعه وتموضعه وانتماءه معروف. المملكة برؤيتها للأمور في لبنان حذرة في خياراتها أو في إعطاء رأيها كي لا تحصل أي خربطة أو تكرار لما حصل في اتفاقات سابقة». برأي حنكش، السعودية لن تقبل بصفقة رئيس مقابل رئيس حكومة فهذا الموضوع صار من الماضي. ربما هذه الصفقة تسوقها فرنسا لكنها لن تحصل. فرنسا تريد الخير للبنان لكن هذه التسوية لا يراها حنكش مفيدة. المملكة تريد الاستقرار في المنطقة وذهبت إلى اتفاق مع الإيرانيين لأنها تريد الاستقرار، فيما كان الجميع ينتظر استمرار تسوية اتفاق إبراهام، ذهبت المملكة للاتفاق مع إيران وهذا ما فاجأ الكثيرين بمن فيهم السيد حسن نصرالله الذي كان يصرح قبل يومين من إعلان الاتفاق السعودي – الإيراني بأنه من ينتظر اتفاقاً مع إيران سينتظر طويلاً. وهذا يدل على أهمية الاتفاق وجديته – بحسب حنكش.

اجتماع باريس الأخير هل دخل في تفاصيل الملف الرئاسي؟ لم يتأكد حنكش من التسريبات لكن ما يعلمه أن هناك مساعي جدية لخرق مشهد الجمود الموجود الآن في لبنان. «شهدنا قبلاً اللقاء الخماسي بحضور مسؤولين في المملكة وفرنسا والولايات المتحدة ومصر وقطر، والآن يأتي الاجتماع في باريس تتمة لهذه الجهود». كل هذه المساعي هي للوصول إلى أرضية مشتركة لحلحلة الصراع الكبير في المنطقة ولفتح صفحة جديدة من العلاقات سواء مع إيران أو مع دول المنطقة. اتفاق إيران اليوم هو مع المملكة العربية السعودية التي هي دولة مهمة وأساسية من هذا العالم العربي وهي تلعب دوراً إقليمياً رائداً.

يؤكد حنكش أن «المسعى جاد من قبل السعودية وهي قادرة على جذب الاستثمارات أينما تريد وهي تملك قدرة التأثير على قوى مهمة أخرى مثل دول «أوبك». السعودية هي التي تملك المقود اليوم في المنطقة وتدير السياسة النفطية وغير ذلك. وجود الأمير محمد بن سلمان في القيادة السعودية أوصل المملكة إلى العالمية ووضع الرياض على الخارطة الدولية واستطاع أن يستفيد من كل الثروات التي تتمتع بها السعودية في فترة زمنية قصيرة».

بالنسبة لزيارة الوفد البرلماني المعارض للسويد فأهميتها أن ستوكهولم تقود الآن الاتحاد الأوروبي. وقد التقى النواب اللبنانيون مسؤولين من الحكومة ومن البرلمان إضافة إلى مسؤولين من الاتحاد الأوروبي. هذه اللقاءات استمرار للقاءات التي جرت في بيروت مع مسؤولين من صندوق النقد الدولي. وسيتوجه الوفد مجدداً إلى بروكسيل في ٢٦ من آذار الحالي.

يؤكد حنكش أن الوفد سيلتقي كالعادة مع الجالية اللبنانية هناك ثم يقابل رسميين. في ستوكهولم لم يفتح حنكش شخصياً موضوع كشف حسابات المسؤولين الفاسدين بل كان كلامه مع الأوروبيين أن الشعب اللبناني يواجه سلطة تعرقل ثلاثة أمور أساسية. أولاً، تعرقل السلطة سير العدالة خصوصاً في موضوع تفجير مرفأ بيروت. وقد نتج عن ذلك تفتت الجسم القضائي اللبناني. ثانياً، السلطة تعرقل الإصلاحات التي يطلبها صندوق النقد وهي التي تعطي لبنان «شهادة حسن سلوك» من المجتمع الدولي كي تعود الاستثمارات مجدداً إلى بلدنا. ثالثاً، السلطة تعرقل سير الديموقراطية في لبنان خصوصاً في موضوع رئاسة الجمهورية. ففي الوقت الذي نزل فيه فريق المعارضة ١١ مرة إلى مجلس النواب واقترع لمرشح طرح اسمه بكل وضوح، كان هناك فريق معرقل يقرر دائماً تطيير النصاب في الجلسة الثانية من كل اجتماع.
ليبقى لبنان بلا رئيس للشهر السادس على التوالي. و«مفاتيح المجلس هي مع الرئيس نبيه بري الذي ينتمي إلى فريق هو طرف في الانقسام الموجود في البلد» . كما تطرق الوفد إلى موضوعين أساسيين هما: النظام الصحي في لبنان الذي يتضمن الاستشفاء والأدوية. وقد أصبح «مستشفى الشرق الأوسط» يتوسل إرسال الأدوية والتجهيزات والمعدات والأموال المطلوبة لمعالجة الأمراض المستعصية كالسرطان. وقد تواصل عضو الدكتور غسان سكاف مع وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض وتم التنسيق للقاء مسؤولين في شركة طبية مهمة في السويد وطلب الوفد الدعم للمستشفيات الحكومية في معدات محددة. كما أثار الوفد البرلماني موضوع اللاجئين السوريين الذي صار عبئاً ثقيلاً على لبنان. «قلنا للأوروبيين إن كل التركيبة اللبنانية في خطر اليوم بسبب الوجود السوري الكثيف في لبنان وهو ما يوازي عدد نصف اللبنانيين. كان المسؤولون مستمعين جيدين ومطلعين على مشاكلنا، ونحن سنكمل البحث في هذه الملفات الأسبوع المقبل مع مسؤولين في البرلمان الأوربي ورئاسة الاتحاد الأوروبي» .