المصدر: إرم نيوز
الثلاثاء 9 كانون الاول 2025 21:16:15
في خطوة تُعدّ منعطفاً مهماً في عالم التلقيح الصناعي، بدأ الأطباء يشهدون ولادة أول أطفال عبر تقنيات الإخصاب المخبري (IVF) المُدعّمة بالذكاء الاصطناعي، ما يفتح الباب أمام تطوير أساليب أكثر دقة وكفاءة للأزواج الذين يعانون مشاكل في الخصوبة.
ويُعدّ الإخصاب المخبري عملية مرهقة وطويلة تمتد لأسبوعين تقريباً، تتضمن حقن الهرمونات، وفحوصات دم متكررة، ومتابعة بالموجات فوق الصوتية، ثم سحب البويضات وتخصيبها. ورغم كل ذلك، لا تتجاوز فرص نجاح نقل الجنين 50%، وقد يحتاج الأمر إلى عدة محاولات مُكلفة مالياً ونفسياً.
لكن تقنيات الذكاء الاصطناعي تبشّر بتغيير هذا الواقع. ففي مركز الخصوبة بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، ساعد نظام جديد يُسمّى STAR على اختيار أفضل الحيوانات المنوية بدقة تتخطى قدرة العين البشرية. هذا النظام يعتمد على تصوير فائق السرعة ورقائق دقيقة (ميكروفلويدكس) تمكّنه من اكتشاف الحيوانات المنوية السليمة حتى في الحالات الشديدة التي يُصنَّف فيها الرجل بأنه "لا يُرى له حيوانات منوية". وقد ساعد هذا النظام امرأة فشلت 15 محاولة IVF سابقة في الحمل، في مارس 2025.
إضافة إلى ذلك، بدأت تقنيات أخرى تعتمد على الذكاء الاصطناعي تُستخدم في تصنيف الأجنة اعتماداً على صور عالية الدقة، وقد أثبتت دراسة نُشرت عام 2024 في Nature Medicine أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي أصبحت تقارب دقة المختصين في تقدير جودة الأجنة. كما يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل الصور لتحديد سلامة الكروموسومات بنسبة 70%، وهو أسلوب أقل تدخلاً من الخزعات التقليدية التي قد تضر بالجنين.
ويلعب الذكاء الاصطناعي دوراً أيضاً في منع أخطاء خطيرة مثل تبديل الأجنة عبر أنظمة تتبع رقمية دقيقة.
وفي المكسيك، طوّرت شركة Conceivable تقنية روبوتية مدعمة بالذكاء الاصطناعي تُشغّل ذراعاً آلية تقوم بأكثر من 200 خطوة من خطوات IVF بدقة عالية، وقد وُلد 18 طفلاً عبر هذه الطريقة منذ 2024.
ورغم التفاؤل، يحذر الخبراء من غياب الرقابة الحكومية على العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الخصوبة، ومن مخاطر "الصندوق الأسود" للخوارزميات، وإمكان حدوث انحيازات أو أخطاء غير مرئية. كما يلفتون إلى قضايا خصوصية البيانات والمبالغة في وعود النجاح.
ومع ذلك، يتفق الأطباء على أن الذكاء الاصطناعي سيكون شريكاً أساسياً أو بديلا في رعاية الخصوبة خلال السنوات المقبلة.