المصدر: نداء الوطن
السبت 27 كانون الثاني 2024 07:09:37
طرأت تعديلات إيجابية في الجلسة النيابية مساء أمس التي أقرت فيها موازنة 2024 لجهة زيادة بعض الضرائب والرسوم على أصحاب المصالح، فصحح ذلك نسبياً ما كان تضمّنه المشروع الأول للحكومة وتعديلات لجنة المال والموازنة.
أما في الإطار العام، فبقيت الموازنة من دون إصلاح حقيقي، خصوصاً على الصعيد الضريبي، حيث الضرائب غير المباشرة مثل الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة والرسوم العقارية وعشرات رسوم المعاملات تشكل معظم الايرادات، مقابل نسبة ضئيلة تأتي من ضرائب الدخل والأرباح ورؤوس الأموال.
وفي محصلة نقاشات الأيام الماضية لوحظ ان عدداً كبيراً من النواب لم يتناول الموازنة بعمق، بل استغلها فرصة للنكايات والتكتيكات السياسية، ثم ما لبثت ان التقت المجموعات المتناقضة على التصويت في تقاطعات لافتة فضحت ان ما كان سائداً من ضربات تحت الحزام ليس إلا حفلة تكاذب أمام التفاهم على تعديلات الموازنة التي أبقت على الهيكل التاريخي للايرادات كما هو تقريباً، مقابل عدم لحظ نفقات ضرورية متصلة بالأزمة مثل الدين العام وفوائده وصيانة البنية التحتية مع تعويل مستمر على الخارج لدعم الجيش والصحة والتعليم.
في أي حال، أتت موازنة عام 2024، على مثال انهيار لبنان، حتى لو حاول واضعوها ترقيع الانهيار.
ميدانياً، دخل الجنوب امس مرحلة جديدة من المخاطر، تمثلت بهشاشة ثقة المواطنين الجنوبيين بأنّ هناك ضمانات تسمح لهم بالبقاء في أرضهم، ولو كانت بعيدة عن الحدود. فقد أفاد عدد من سكان بلدة الغندورية قضاء بنت جبيل، التابعةط لمحافظة النبطية، بحسطب ما نقلت «الوكالة الوطنية للإعلام»، أنّ الجيش الاسرائيلي إتصل بهم، وطلب منهم إخلاء منازلهم فوراً، قبل بدء قصفها، ما سبب حالة من الهلع لدى المواطنين. وأبلغ مسؤول في مؤسسة رسمية "نداء الوطن" في اتصال به أنّ أحد الأشخاص في البلدة تلقى اتصالاً لثوانٍ من رقم خارجي طلب خلاله مغادرة المبنى. وبدوره، أبلغ الذي تلقى الاتصال جيرانه والمعنيين بالأمر. وعلى الأثر، غادر معظم أبناء الغندورية القرية الى القرى المجاورة كتدبير احترازي. وليلاً، أورد "موقع بنت جبيل" أن شاباً يبلغ من العمر 17 عاماً "هو المسؤول عن الإتصال المفبرك حيث طلب من السكان إخلاء منازلهم منتحلاً صفة الإحتلال، وقامت دورية من مخابرات الجيش باعتقاله ليصار الى التحقيق معه".
ولم تمضِ ساعات على واقعة الغندورية، حتى أغار الطيران الاسرائيلي على قرية بيت ليف في قضاء بنت جبيل. وبحسب المعلومات الرسمية، أنّ الغارة أسفرت عن قتيلين وجريحين في بيت ليف، ونقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفيات المنطقة.
في موازاة ذلك، أشار نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الى انه "ما لم تتوقف الحرب في غزَّة فلا يمكن أن تتوقف في لبنان، وإذا وسَّع الإسرائيلي استهدافه للبنان سنرد بالتوسعة بالمدى الرابع والقوَّة المؤثِّرة، والكيان الإسرائيلي يفهم ما نقول. أي نقاش سياسي له علاقة بجبهة الجنوب مؤجل إلى ما بعد الحرب في غزة".
ومن التطورات الميدانية الى المستجدات السياسية، فقد أوضحت مصادر ديبلوماسية مطلعة أن اجتماع سفراء "الخماسية" في دارة السفير السعودي وليد البخاري أظهر "انهم يواصلون العمل معاً بشكل وثيق، ويواصلون التركيز على حض قادة لبنان على انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتنفيذ الاصلاحات اللازمة ". وقالت: "هناك شائعات كاذبة تهدف الى خلق مظهر من الخلاف بين أصدقاء لبنان وشركائه الدوليين ينشرها أولئك الذين يحاولون عرقلة التقدم نحو انتخاب رئيس. وواجب النواب التزام مسؤوليتهم الدستورية والتحرك بسرعة لملء الشغور الرئاسي".