المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الأربعاء 28 نيسان 2021 15:56:51
أكثر من مفاجأة كشفتها إطلالات نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الأخيرة لجهة خلفيات دعوته قيادة الجيش لتسلم السلطة مباشرة وبشكل فوري ومطالبة قائد الجيش بإجهاض عملية الانقلاب على المؤسسات على اعتبار أن السلطة القائمة لا تريد انتخابات، ما يؤكد وجود نية لتصفية المؤسسات وتحللها، وآخرها تمثيل النواب المستقلين في الحكومة.
في الشق المتعلق بتسلم الجيش السلطة وبشكل فوري اعتبر النائب ميشال ضاهر "أن كلام الفرزلي تهويلي ويحمل الكثير من الرسائل المبطنة التي لا تخدم دور الجيش". واستند في كلامه الى "جملة معطيات ووقائع أولها عدم جهوزية الجيش وعدم تحمل البلد وجود حكومة عسكرية كوننا نعيش في ظل نظام ديمقراطي ما يعني أن التغيير يبدأ من خلال المؤسسات. والحل بحسب ما اعلن لـ" المركزية" لن يكون إلا من خلال تشكيل حكومة إنقاذ لأن البلد وصل إلى مرحلة الإنهيار".
المفاجأة التي فجرها الفرزلي في الأمس في تسمية المعرقل الأساسي لتشكيل الحكومة معروفة للقاصي والداني لكنه اعتبر أن ما يحدث هو انقلاب على الدستور. فهل ثمة قراءة أخرى لهوية المعرقلين؟
لا يخفي الضاهر ضرورة تقديم تنازلات سواء من قبل الرئيس ميشال عون أو الرئيس المكلف سعد الحريري "لكن على ما يبدو أن الحريري قرأ في نتائج الشروط التي سيفرضها صندوق النقد الدولي وهي غير شعبوية من تحرير سعر الصرف إلى رفع الدعم ووقف الخسائر والإنهيار قي قطاع الكهرباء ما يعني رفع سعر الكيلواط إلى 1800 ليرة بدلا من 130 (وهو السعر المعتمد حاليا)". قرارات صعبة وأحلاها مر" من هنا "أدعو الحريري الذي سميناه بأكثرية 64 نائبا إلى تشكيل حكومة إختصاصيين ووفق الصيغة التي ترضيه بغض النظر عن القرارات الصعبة التي ستترتب على شروط صندوق النقد الدولي. في النهاية أترك لرئيس الحكومة المكلف حرية اختيار اسماء الوزراء في الحكومة التي سيشكلها وليتحمل مسؤولية خياراته. لكن إذا أردنا أن ننقذ البلد يجب أن نخرج من مسألة حكومة محاصصة".
على مسار السلطة التشريعية لا يرى الضاهر في عدم إجراء الإنتخابات الفرعية اليوم إنقلابا على السلطات أو مقدمة للتمديد لمجلس النواب ويوضح "أنا مع إجراء الإنتخابات النيابية الفرعية في موعدها لكن مع عدم حصولها وبغياب 9 نواب مسيحيين أنا على ثقة بأن الإنتخابات النيابية ستجري في موعدها".
وفي هذا السياق استغرب كلام الفرزلي عن تمثيل المستقلين في الحكومة لأنه في ذلك يؤكد على العودة إلى سياسة المحاصصة "وهذا غير وارد لأننا سمينا الرئيس الحريري لتشكيل حكومة إنقاذ مؤلفة من إختصاصيين، وأي كلام عن العودة إلى حكومة محاصصة غير وارد هذا إذا كنا نأمل من مساعدات صندوق النقد والمجتمع الدولي".
ثمة من يتلهى بالتسميات والمطلوب واحد، حكومة إنقاذ فإما أن تنال الثقة في مجلس النواب أو تسقط ..ويعود الضاهر إلى الكلام الذي فجره بعد الإستشارات الأخيرة التي أفضت الى تسمية الرئيس الحريري "يا خوفي تكون آخر حكومة بلبنان اللي منعرفو".
فهل بدأت تتوضح معالم صورة لبنان الآخر الذي يخشاه الضاهر؟ " إذا لم تتشكل حكومة كل الإحتمالات واردة. قد نكون أمام صوملة لبنان، أو إنفجار شعبي أو خضات أمنية....كلها واردة وأتمنى أن نتفق على لبنان الجديد من دون دم".