المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الجمعة 18 آب 2023 16:21:16
لا كبير امال معلقة على استكمال الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مهمته ونجاحها في دفع اللبنانيين الى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. مرد ذلك ليس الانقسام العامودي السياسي والنيابي بين القوى والفرقاء اللبنانيين فحسب انما المتغيرات الاقليمية والدولية، والتعاطي الداخلي الحذر والفاتر من قبل بعض المكونات المحلية مع المبادرة الفرنسية وتاليا مع المسعى الفرنسي الذي تعتبره باريس تحديدا قوة دفع قوية للملف الرئاسي في لبنان باتجاه الحسم الايجابي. علما ان لودريان كان عكس في مباحثاته موقف اللجنة الخماسية الهادف الى توافق اللبنانيين على خيار رئاسي جديد بما يتجاوز كل طرح من مبادرات سابقة لاسيما منها المبادرة الفرنسية القائمة على معادلة رئيس جمهورية مقابل رئيس حكومة خصوصا ان جلسة الانتخاب الاخيرة في الرابع عشر من حزيران الماضي أكدت عدم التمكن من ايصال اي من المرشحين المتنافسين في تلك الجلسة الى رئاسة الجمهورية. مع الاشارة هنا الى ان الجانب الفرنسي كان عارض الرأي الذي ابدي في خلال مداولات الخماسية السابقة لزيارة لودريان الى بيروت ويقول بإخراج رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من دائرة المرشحين ربطا بنتائج جلسة الانتخاب الاخيرة، وان الجانب الفرنسي اكد بقاء فرنجية في دائرة المرشحين ولكن مع الانفتاح على اسماء اخرى وهذا بالتأكيد رهن توافق اللبنانيين.
عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب احمد رستم اذ يشكر عبر "المركزية" كل المساعي والمبادرات العاملة على خط حل الازمة اللبنانية ولا سيما منها المبادرة الفرنسية المدعومة من دول اللجنة الخماسية، يؤكد ضرورة التوافق للبننة المخرج الكفيل بانهاء الشغور الرئاسي كمقدمة لانتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس مكلف وتشكيل حكومة تنهض بالبلاد من الازمة التي تتخبط فيها على كل المستويات سيما وان غالبية اللبنانيين لم تعد قادرة على توفير الحد الادنى من المقومات الحياتية. كل ذلك يجري وسط انعدام الحس بالمسؤولية من قبل المنظومة الحاكمة والمتحكمة بالبلاد.
ويضيف: بالامس لم نعرف الاستفادة من اجواء التقارب الاقليمي وتحديدا بين الرياض وطهران. نتمنى اليوم مع عودة استئنافها ان نعمل على مقاربتها بحكمة وعقلانية انطلاقا من مدى تأثرنا بها وتأثيرها علينا. هذا يتطلب نوعا من التضامن اللبناني المسؤول ولا امكانية لتحقيق ذلك من دون الحوار والتلاقي. لطالما سعينا كتكتل اعتدال الى ذلك. كما حاول غيرنا كالرئيس بري والنائبين غسان سكاف والياس بو صعب، لكن تعنت الافرقاء ولمصالح اقل ما يقال فيها انها شخصية حال دون الامر.
وعن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر يقول: المهم أن نأكل عنبا والا يقتصر الموضوع على ما فيه منفعة للطرفين فقط انما يكون للخير العميم اي لمصلحة لبنان، سيما وان تواصله يساهم الى حد ما في كسر حدة الاحتقان التي تشهدها الساحة وكأننا لم نتعلم شيئا ولم نتعظ ابدا من الحرب الاهلية.