" الثنائي" يؤكّد المؤكّد ويفشل المبادرات... الكتائب على حق

كتب المحرر السياسي

خفتت بهرجة مبادرة كتلة "الاعتدال الوطني" التي أطلقتها الاسبوع الماضي، وضعفت موجة التفاؤل الوهمي الذي حاولت جهات عديدة بثه بنفوس اللبنانيين، قبل أن يقضي عليها المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري علي حسن خليل، بطرحه معايير مختلفة تضرب المبادرة من أساسها، وتؤكد على أمر واحد هو تعالوا لنتحاور كيف ستنتخبون مرشحنا، وهذا ما اكده حزب الكتائب منذ اللحظة الاولى، الذي تعاطى معها بحذر وطلب ايضاحات للآلية والبرنامج والطروحات، في فهم لخلفية الثنائي الذي يسعى الى اجهاض كل المبادرات. 

أطلّ علي حسن خليل بالأمس ليؤكّد المؤكد، أن السياسة الشمولية وفرض الرأي مستمرة من فريق الممانعة وهم مستمرون بسياسة تطويع أي مبادرة او انفتاح لصالحهم من دون ملاقاة بقية اللبنانيين.

ألغى حسن خليل الجزء الأول من المبادرة بكلامه عن طاولة مستديرة تتنقي فيها الأحزاب ممثليها، واضعاً معايير كالكتلة من المؤلفة من أقل 10 نواب تتمثل بنائب واحد، وأكثر من 10 بنائبين، على ان يرأس هذه الجلسات  بري اذا طلب منه او نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب فقط، وبالتالي ضرب فكرة التشاور بين الكتل بآليات على مقاس "الثنائي الشيعي"، وجعلها طاولة حوار على غرار الطاولات الأخرى التي عقدت في السابق وأثبتت فشلها وسبق أن رفضتها المعارضة  والكتائب مراراً وتكراراً.

أما الجزء الثاني وهو الأهم بحسب المبادرين فهو الانتقال الى جلسة مفتوحة تفتح مرة واحدة يكون، بدورتها الأولى، المرشح بحاجة الى 86 صوتاً للوصول الى كرسي بعبدا، وتليها دورة ثانية توصل من ينال النصف زائداً واحداً، وبهذا الطرح يكون حضور الثلثين واجباً في الجلسة الاولى، وتنطلق الدورات الثانية من حضور النصف زائداً  واحداً مهما بلغ عدد هذه الدورات او الوقت الذي ستسغرقه، وهذا أيضاً نسفه معاون بري السياسي بالتأكيد أن رئيس المجلس سيفتح الجلسات ويقفلها، ويعود ويفتحها مرة أخرى لتصبح مثيلة الجلسات السابقة التي لن تؤدي الى نتيجة.

هذا من جهة الآليات، أما في السياسة فعودة على التأكيد على عدم المرونة بقبول أي طرح بالتمسك بمرشح واحد وأوحد ولا مجال للتراجع عنه، وبالتالي فرض مبدأ التحاور والتشاور على إسم فرنجية فقط وهو ما سبق ورفض بشكل قاطع خلال سنة ونصف، ولم يتبدّل في الامر شيء عند الجهة المقابلة.

ووفق ما تقدّم تظهر أحقية التساؤلات وطلب الايضاحات التي تقدّم بها حزب الكتائب الى الكتلة، بعيدا عن الشعبوية وركوب موجة الايجابية الذي حاول عديدون بثها عبر "الضحك على الناس"، وتظهر ان الكتائب كانت أيضاً الطرف الوحيد الذي كاشف الناس بطريقة علنية وحقيقية تكشف زيف طروحات الفريق الممانع الذي رفض كل المبادرات والخطوات التي تقدّمت بها تجاهه من خلال التخلي عن مرشحها والذهاب الى مرشح وسطي ينال القدر الأكبر من التوافق الوطني عليه.

وفي المحصلة، هناك مبادرة وحيدة وكافية طرحها رئيس الكتائب النائب سامي الجميل وهي تغني عن جميع المبادرات وهي في ملعب الثنائي وحده او في ملعب "حزب الله" وحده وهي التخلي عن التفرّد والشمولية والتخلي عن سياسة الفرض والذهاب الى ملاقاة الأفرقاء اللبنانيين عبر التخلّي عن مرشحه، حينها تصبح والمشاورات ناجعة وليست بحاجة الى أزمان طويلة، وتنتج رئيساً في أقرب وقت.