مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية جنوب لبنان، واستمرار الغارات على مواقع حزب الله وقياداته، قامت وحدة كوماندوز بحرية إسرائيلية بعملية إنزال في منطقة البترون، واعتقلت القيادي في الحزب، عماد أمهز. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الوحدة التي نفذت العملية فجر الجمعة هي وحدة "شايطيت 13"؛ إحدى القوات الخاصة النخبوية التي لا تقتصر مهامها على العمليات البحرية، بل تشمل أيضًا مهام برية، وقد سبق أن شاركت في معارك متعددة في لبنان عبر العقود الماضية.
*ما هي وحدة "شايطيت 13" وكيف نشأت؟*
تعتبر "شايطيت 13" من وحدات النخبة الأولى في الجيش الإسرائيلي ومن أهم ثلاث وحدات خاصة فيه. تتميز بقدرتها على تنفيذ مهام متنوعة، برية وجوية وبحرية، وشاركت في معظم حروب إسرائيل وعلى مختلف الجبهات، رغم أن سجلها يشمل أيضًا عمليات فاشلة وانتهاكات لحقوق الإنسان.
في معركة "طوفان الأقصى" عام 2023، أصبحت "شايطيت 13" لأول مرة ذراعًا إضافية لإحدى فرق المشاة النظامية، إلى جانب مهامها البحرية. عرفت الوحدة بضراوتها خلال عملياتها في غزة، حيث شملت مهامها المبكرة استهداف مستشفى الشيخ حمد واقتحام مجمع الشفاء الطبي، الذي قامت بعزله قبل فرض الحصار عليه.
*تاريخ التأسيس والتطور*
تأسست وحدة "شايطيت 13" (أو "الأسطول 13") عام 1949 على يد أعضاء سابقين من "باليام"، القوة البحرية التابعة لمنظمة "البالماخ" العسكرية التي لعبت دورًا في احتلال فلسطين وإعلان دولة إسرائيل عام 1948، ومن أبرز مؤسسيها يوشع بن نون ويوسيل درور.
في البداية، كانت "شايطيت 13" وحدة سرية ولم يُكشف عنها حتى عام 1960، عندما بدأت في ارتداء شارتها الخاصة. لكن على مدى عقدين، عانت من ضعف التمويل وسوء التدريب ونقص المعدات، ما تسبب في فشل العديد من عملياتها.
في السبعينيات، بدأت السلطات الإسرائيلية في تطوير الوحدة عبر تحسين التدريب وإمدادها بالمعدات اللازمة. وفي عام 1979، تولى عامي أيالون قيادة "شايطيت 13"، وقام بإعادة هيكلتها وتكثيف التدريبات، مما رفع من مستواها لتصبح في مصاف الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي.
ومع نهاية الثمانينيات، أدرك الجيش الإسرائيلي أهمية مؤهلات أفراد هذه الوحدة، وبدأ بتعيين ضباط منها لقيادة وحدات خاصة جديدة، مثل "دوفدفان" و"إيغوز"، التي كانت بحاجة إلى المهارات والخبرات الميدانية.