المصدر: لوريان لوجور
الاثنين 10 تشرين الثاني 2025 13:22:54
من 29 تشرين الثاني حتى 23 كانون الأول المقبل، تستعد العاصمة اللبنانية لاستقبال موسم جديد من مهرجان "تراتيل بيروت" (Beirut Chants)، الذي تحوّل على مرّ السنوات إلى تقليد موسيقي ينتظره عشاق الفن في فترة الأعياد. على مدى شهر تقريبًا، ستصدح الكنائس والساحات البيروتية بأنغام كلاسيكية وروحية مجانية، تعيد إلى المدينة وهجها وتؤكد أن الموسيقى قادرة على مداواة الذاكرة.
تقول مؤسسة المهرجان ميشلين أبي سمرا:
"يُعيد تراتيل بيروت النبض إلى قلب المدينة، فحين تعبر الموسيقى روحها، تستعيد توازنها."
منذ انطلاقه قبل ثمانية عشر عامًا، حافظ المهرجان على مكانته كأحد أبرز الأحداث الثقافية في لبنان، جامعًا بين الأصالة والانفتاح، بين القدسيّ والإنسانيّ. وتفتتح دورة هذا العام بقداس موسيقي في كنيسة القديس يوسف في مونو، مع أوراتوريو الميلاد للمؤلف الفرنسي سانت-سانس، يؤديه كورال جامعة أنطونين وجامعة سيدة اللويزة بقيادة الأب توفيق معتوق، بمشاركة مغنين عالميين.
بعد الافتتاح، تستمر الأمسيات اليومية التي تمزج بين موسيقى أوروبا الكلاسيكية والنفَس اللبناني المحلي. من أبرز المحطات:
الثلاثاء 2 كانون الأول: رباعي "كريمونا" الإيطالي في أمسية مخصصة لأعمال باخ وشوبرت، بدعم من المعهد الثقافي الإيطالي.
الجمعة 5 كانون الأول: عازف البيانو البولندي كريستوف كسيونزيك في برنامج مستوحى من شوبان.
السبت 6 كانون الأول: الأخوان يوسف وفيليب إيفانوف من بلجيكا في أداء يجمع بين فوريه ورافيل وبيتهوفن.
السبت 13 كانون الأول: العازفة الإسبانية ليتيثيا مورينو ترافقها أنغام البيانو لـ خوسو دي سولاون في أمسية نابضة بالإيقاعات اللاتينية.
الخميس 18 كانون الأول: حوار موسيقي بين العازف إيمانويل غراف على التشيلو وتيو غيورغيو على البيانو، بدعوة من الاتحاد الأوروبي.
ويحتفي المهرجان أيضًا بالمواهب اللبنانية التي حافظت على روحه، من بينها جوقة القديس رومانوس وجوقة فيحا الوطنية وغادة شبير وماريو راهي وماتيو الخضر، وغيرها من الأسماء التي تواصل وصل التراث بالحداثة.
دورة مهداة إلى زياد الرحباني
تُكرّس نسخة 2025 لروح الفنان زياد الرحباني، كما تؤكد ميشلين أبي سمرا:
"نكرّمه لا بتكريم شكلي، بل بحبّ ووفاء، لأنه علّمنا أن الموسيقى ليست سلعة، بل حقيقة."
ويمتد المهرجان إلى الجيل الجديد من خلال برنامج "Beirut Chants El-Sistema"، الذي يديره ريشار عازوري، مستلهمًا التجربة الفنزويلية في تعليم الموسيقى للأطفال مجانًا. المشروع، المدعوم من اليونسكو، يتيح لطلاب من مختلف المناطق اللبنانية أن يتدرّبوا ويعزفوا معًا، كجسر للتواصل والوحدة في بلد ما زال يعاني الانقسامات.
تقول أبي سمرا:
"مجرد استمرار المهرجان بعد كل ما مرّ به لبنان هو فعل إيمان. إنه دليل على أن بيروت قادرة دائمًا على النهوض عبر الجمال والمعنى."
ويختم الأب معتوق بكلمات تليق بروح المدينة:
"ستبقى بيروت تغني، ما دام فيها قلب يخفق وصوت يعلو فوق كل ما يحاول إسكاتها