المصدر: Ermnews
الجمعة 3 تشرين الأول 2025 23:45:27
منحت وزارة الحرب الأمريكية شركة لوكهيد مارتن عقدًا بقيمة 647 مليون دولار لإنتاج صواريخ Trident II D5 الباليستية النووية التي تُطلق من الغواصات؛ لضمان مصداقية قدراتها القتالية النووية في مواجهة كلٍّ من موسكو وبكين.
وكشف "آرمي ريكوغنيشن"، أن هذا القرار يعكس التزام واشنطن بالحفاظ على قوة ردع نووي موثوقة في ظل تصاعد التوترات العالمية، ويضمن استمرار دعم القوات البحرية الأمريكية والبريطانية.
استمرار التفوق البحري الاستراتيجي
تشكل صواريخ Trident II D5 العمود الفقري للقوى النووية الأمريكية والبريطانية على حدٍّ سواء، ومن خلال الغواصات من فئتي "فانغارد" و"أوهايو"، يمكن للجانبين الوصول إلى أهداف تبعد أكثر من 7 آلاف كيلومتر ونشر عدة رؤوس نووية في إطلاق واحد؛ ما يجعلها القوة الأساسية للضربة الثانية القابلة للبقاء.
ويذكر أن الخدمة الفعلية للصاروخ بدأت عام 1990، لكنه جُدِّد عبر برامج متعددة لتحسين أنظمة التوجيه والإلكترونيات والمركبات العائدة، ليبقى فعالًا حتى الأربعينيات.
سجل موثوقية طويل الأمد
وبحسب مصادر فإن التجارب العديدة على مدى 3 عقود أثبتت دقة الأداء وموثوقيته العالية؛ ما عزز مكانته ضمن ترسانة نووية موثوقة، ومنذ البداية، تشارك لوكهيد مارتن في الإنتاج والصيانة، وتضمن العقود المستمرة الحفاظ على الخبرة الصناعية وسلسلة الإمداد الداعمة للبرنامج.
رسالة استراتيجية للمنافسين
يرى الخبراء أن هذا التمويل الجديد لا يقتصر على الصيانة، بل يعكس الصورة الاستراتيجية الأوسع؛ ففي ظل تحديث كلٍّ من موسكو وبكين ترساناتهما النووية، تؤكد واشنطن أن قدرة الردع البحري في الترسانة النووية الثلاثية لا تفقد مصداقيتها، وتهدف الرسالة إلى طمأنة أعضاء الناتو وتحذير المنافسين من ارتفاع مخاطر التصعيد.
قيمة مالية واستراتيجية كبيرة
ونظرًا لأن قيمة العقد 647 مليون دولار، ويمكن أن يرتفع إلى نحو 746 مليونًا مع الخيارات المتاحة؛ فإن هذه الصفقة تعد ضمن أكبر الاستثمارات الحديثة في القوات الاستراتيجية، ويُظهر استمرار إنتاج Trident II D5 التزام الحكومتين الأمريكية والبريطانية بالحفاظ على قوة نووية موثوقة وقابلة للبقاء، مع توجيه إشارة واضحة للحفاظ على الهيمنة الردعية في المستقبل.