واشنطن: الدمار المحتمل للبنان قابل للتجنب...ويربيرغ: لبنان يجب ألا يكون منصة لشن هجمات ضد إسرائيل

على طريقة “هبة باردة وهبة ساخنة ” لا يزال الوضع المتفجر في الجنوب يحتل صدارة الاهتمامات والأولويات ولو ان التحركات المتصلة بالملفات السياسية الداخلية تقدمت نسبيا في الآونة الأخيرة وحجبت الأضواء بعض الشيء عن تطورات الميدان الجنوبي.

وفي ظل الربط القسري للوضع في الجنوب بتطورات الحرب في غزة تراجعت موجة تفاؤل ساورت الكثير من الجهات الرسمية والسياسية اللبنانية حيال التوصل الى اتفاق هدنة في غزة بعدما تظهرت الصعوبات المتعاقبة التي تعترض هذه الهدنة كما في ظل سقوط المشروع الأميركي لوقف النار في مجلس الأمن في حين رسمت الجولة السادسة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في المنطقة منذ عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول الماضي معطيات مشدودة للغاية بدا لبنان معنيا بها ولو ان الديبلوماسية الساخنة التي تشهدها عواصم عدة في المنطقة تتمحور حول محاولات وقف الحرب في غزة ولا يطرح فيها الملف اللبناني مباشرة.

وتلفت أوساط ديبلوماسية معنية في هذا السياق الى انه بات من المستبعد حصول أي اختراق إيجابي في الجهود الكثيفة المتواصلة للتوصل الى هدنة في غزة اقله قبل عيد الفطر الامر الذي ينسحب بتوقعات سلبية حيال تواصل او تصاعد المواجهات عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية اذ ان أي تحريك للجهود الديبلوماسية حيال الوضع في الجنوب لا يبدو مجديا قبل عودة الموفد الأميركي اموس هوكشتاين الى مهمته المكوكية بين بيروت وتل ابيب، ولا تشير المعطيات الى امكان هذه العودة قريبا بما يعكس عدم امتلاك هوكشتاين الوقائع والضمانات الكافية بعد للتحرك نحو تحقيق نتائج ملموسة في تهدئة الوضع الميداني جنوبا وتبريده تمهيدا لاطلاق المفاوضات حول الملف الحدودي بين لبنان وإسرائيل كلا .

ومع ذلك فان واشنطن ما انفكت تشدد على موقفها المحذر من اتساع الحرب الى لبنان. وفي هذا السياق اكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ امس لـ”النهار”، ان بلاده لا تدعم الحرب في لبنان وقال “موقفنا واضح: نحن لا ندعم الحرب في لبنان ونركز على استكشاف جميع الخيارات الديبلوماسية مع شركائنا الإسرائيليين واللبنانيين لاستعادة الهدوء وتجنب التصعيد”.

وأضاف “مواطنو لبنان وإسرائيل يجب أن يعيشوا في سلام وأمان، وهذا يعد في أقصى الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة وينبغي أن يكون أولوية قصوى لكل من إسرائيل ولبنان”.

وأضاف “نحن قلقون من أن التبادلات النارية على طول الخط الأزرق تزيد من خطر التصعيد. لبنان يجب ألا يكون منصة لشن هجمات ضد إسرائيل أو ملاذاً للإرهابيين. القيام بذلك يؤدي فقط إلى زيادة احتمال وقوع العنف المدمر الذي يضر بالشعب اللبناني، الذي بغالبيته العظمى لا يرغب في الانجرار إلى الصراع. نحن وشركاؤنا كنا واضحين: يجب على “حزب الله ” والفاعلين الآخرين عدم محاولة استغلال الصراع الجاري. الدمار المحتمل للبنان وشعبه قابل للتجنب”.