19 نائبة في لبنان منذ عام 1963... والوزيرات 4%

ليس الحديث عن التمثيل النسائي من المسائل الطارئة في الحياة السياسية اللبنانية، فالمجتمع اللبناني، منذ زمن، أعطى المرأة دورها، لكن التمثيل السياسي لم يلبّ هذا الواقع أو يترجمه. 

وليست مجرد الإشارة إلى المناضلتين لور مغيزل أو ليندا مطر سوى تأكيد ملموس لحجم النضال الحقيقي، يوم لم يكن هناك وسائل تواصل اجتماعي ولا وسائل دعائية كما الآن. هكذا، نجحت مغيزل كما غيرها من النساء المناضلات في ترجمة الكثير من الحقوق السياسية والمدنية للمرأة، ويأتي في مقدمها منح النساء حقهن في الاقتراع.

من هنا يبدأ الحديث عن التمثيل النسائي في مجالس النواب والحكومات اللبنانية.

1963: المرة الأولى برلمانيا، ربما كثر لا يعرفون أن مشاركة المرأة في مجلس النواب تعود إلى الستينيات، وتحديدا بعد عشرة أعوام على منحها حق الاقتراع.

ففي عام 1963، دخلت أول نائبة الندوة البرلمانية هي السيدة ميرنا البستاني. فازت بالتزكية في الانتخابات في نيسان 1963، لترث مقعد والدها الذي تُوفّى في حادث انفجار طائرة في آذار 1963.

المفارقة أن الرسم البياني للتمثيل النسائي البرلماني سرعان ما بدأ ينخفض، بدل أن يرتفع مواكبا التطور الطبيعي للمجتمعات والبلدان. إذ بعد البستاني، لم ترتفع مشاركة المرأة في المجالس النيابية أعواما تلو أعوام، وحافظت على معدل نائبة أو نائبتين في مجلس من 128 نائبا.

في أول مجلس بعد انتهاء الحرب عام 1992، فازت 3 نساء، وفي العامين 1996 و2000 فازت 3 نساء أيضا، وفي انتخابات 2005 فازت 6، وفي 2009 تراجع العدد إلى 4، ثم فازت 6 نساء في انتخابات 2018.

بعد عام 2000، برزت الدعوات إلى المطالبة باعتماد الكوتا النسائية في الانتخابات النيابية، ولاسيما عند البحث في أي قانون انتخابي جديد. إلا أن تأخير هذا القانون والبقاء على قانون الستين لدورات نيابية عديدة، أخّر هذه المطالبة. وأتت "الصاعقة" عام 2021، حين رفض مجلس النواب إدخال "الكوتا" النسائية إلى القانون الانتخابي.

في رصد بياني، يتبيّن الآتي:

  • غالبية المقاعد النسائية النيابية كانت تأتي بالوراثة، ومنذ عام 1963 أمكن رصد 19 امرأة دخلت الندوة البرلمانية، بعضهن انتخبن لأكثر من دورة. وهنا الأسماء:

ميرنا البستاني انتخبت عام 1963 عن مقعد الشوف.

مهى الخوري عام 1992 عن مقعد جبيل.

نهاد سعيد 1996- جبيل.

نائلة معوض أعوام 1992 – 1996- 2000- 2005 مقعد زغرتا.

بهية الحريري 1992- 1996- 2000-2005 – 2009- 2018 مقعد

صيدا.

غنوة جلول 2000-2005 بيروت الثالثة.

ستريدا جعجع 2005- 2009- 2018 – 2022 مقعد بشري.

جيلبرت زوين 2005 -2009 كسروان.

صولانج الجميّل 2005- بيروت الأولى.

نايلة تويني 2009 بيروت الأولى.

بولا يعقوبيان 2018- 2022 بيروت الأولى.

رلى الطبش 2018 بيروت الثانية.

ديما الجمالي 2018 الشمال الثانية.

عناية عزالدين 2018 – 2022 الجنوب الثانية.

ندى البستاني 2022 جبل لبنان الأولى.

غادة أيوب 2022 قضاء جزين.

نجاة عون 2022 دائرة الشوف – عاليه.

حليمة قعقور 2022 الشوف – عاليه.

سينتيا زرازير 2022 بيروت الأولى.

  • في المقارنة بين الدورة النيابية عام 2018، قدّمت 86 مرشحة أوراقهن للانتخابات، ولم يفز سوى 6 نائبات، أي ما نسبته 4.6 في المئة

من المجلس، بزيادة مقعدين فقط عن البرلمان السابق.

  • في الدورة النيابية عام 2022، فازت 8 نساء من 115 مرشحة، أي أن التقدم لا يزال خجولا.
  • وزاريا، منذ عام 1943 شكلّت 88 حكومة، 9 منها فقط ضمّت نساء، واليوم تمثّل النساء 4% فقط من حكومة تصريف الأعمال الحاليّة من خلال وزيرة واحدة من أصل 24 وزيرا.

وفي تقرير مشترك أطلقته "هيئة الأمم المتحدة للمرأة ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا" (الإسكو) في كانون الأول 2022، احتلّ لبنان المرتبة 110 من 146 دولة في التمثيل السياسي.

ويُسجَّل للحكومة التي ترأسها حسان دياب عام 2020، أنها كانت الأولى التي تشارك فيها ست نساء، تسلمن حقائب أساسية، فشكلت السيدات ثلث الحقائب الوزارية، بحيث تسلمن حقائب الدفاع والعدل والإعلام والعمل والشباب والرياضة والمهجرين، مع نيابة رئاسة مجلس الوزراء، ليعود بعدها ويتراجع التمثيل!