2023 عام الحروب والمآسي والـ2024 لا يبشر بالخير ومصير الجنوب على المحك

مع سقوط آخر ورقة من روزنامة الـ 2023 غدا، سيودع العالم عاما لم يحمل الا النكبات والحروب والمآسي والموت. عام خلا من اي انجاز سياسي او انساني او اقتصادي يُسَجل في التاريخ ، وقد اراده كثر من اصحاب القرار المتحكمين بمصائر الشعوب، الاكثر دموية وقهرا وتنكيلا بالمدنيين من اوكرانيا الى غزة ومن سوريا الى جنوب لبنان المترنح على حافة الانفجار الكبير. عام يكاد اللبنانيون في شكل خاص يتمنون الا يقبل ما بعده، بل ان يعود بهم التاريخ الى الوراء الى زمن لبنان العز والجمال والراحة والبحبوحة وهناءة العيش، ما دام المقبل من اعوام في المدى المنظور لا يُبَشر بأفضل من الحاضر في ظل طبقة سياسية اوصلت البلاد الى الانهيار الشامل وما زالت تمضي في المسار اياه نحو مزيد من تحلل الدولة حائلة دون انجاز الاستحقاقات الدستورية الكفيلة باعادة وضع لبنان عل ىسكة التعافي والنهوض، وعودة الانتظام الى مؤسسات الدولة،وفي مقدمها انتخابات رئاسة الجمهورية.وقد بات لبنان فاقدا زمام السيطرة على سيادته وقراره ينتظر التسويات الاقليمية والدولية لتقرير مصيره بالحرب او بالسلم ،على امل واحد الا تأتي على حسابه فيدفع شعبه المنهك الثمن مرة جديدة.

منصات صواريخ: وعشية انقضاء العام والدولة مقطوعة الرأس، بقيت الحدود الجنوبية على سخونتها واهل الجنوب على تهجيرهم او معاناتهم اليومية مع القصف والغارات وسط توسع رقعة القلق من امكان تفلت الامور من عقالها واقدام اسرائيل على خطوة تصعيدية في ظل تهديدات يومية باجتياح الجنوب، كما استباحة القرى والبلدات من تنظيمات تنصب منصات صواريخها بين المنازل على غرار ما حصل في رميش حيث تم العثورعلى منصّتَي صواريخ في حقل زيتون بين منازل البلدة على أطرافها الغربية.

اللبنانيون رهائن: في المقابل، كتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس": "سقط داخل الأراضي اللبنانية نحو 80% من قذائف حزب الله الصاروخية التي أطلقت يوم أمس لاستهداف أراضينا".وأضاف: "حزب الله يخرق القرار الدولي 1701 ويواصل استخدام اللبنانيين رهائن في قراراته للتضامن وإسناد حركة حماس". وتابع: "ردًا على اعتداءاته نواصل ضرب مواقع حزب الله وانتشاره في جنوب لبنان الذي لن يكون مثلما كان عليه قبل السابع من تشرين الأول".

 احتمال التصعيد قائم: من جهته، أشار رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو الى ان احتمال حدوث تصعيد أكبر في الجنوب يبقى قائماً دائماً، معتبراً في الوقت عينه ان حقيقة احتواء النزاع إلى حد كبير في المناطق القريبة من الخط الأزرق هي علامة على أن الأطراف لا ترغب في التصعيد، ولكن هناك دائماً خطر حدوث سوء تقدير، وتعمل اليونيفيل جاهدة لمنع ذلك. وأمل لاثارو في أن تتمكن الأطراف في العام الجديد من إيجاد أرضية مشتركة لوضع حد لتبادل إطلاق النار، والتوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي.

لاثارو ورداً على سؤال حول إمكانية قيام أي تعديل يتعلق بالقرار 1701، أكد ان قوات اليونيفيل تواصل تنفيذ تفويضها بموجب القرار 1701 وإن كان القرار تحت الضغط، لكنه لا يزال مهماً كما كان دائماً، وقال نحن نواصل تنفيذه بشكل محايد، موضحاً ان أي تغييرات على هذا القرار ستأتي من مجلس الأمن، ولكن حتى ذلك الحين سنواصل عملنا لاستعادة الاستقرار والأمن على طول الخط الأزرق. وختم:نحثّ جميع الأطراف على وقف إطلاق النار، والعمل من أجل تحقيق سلام دائم، لأن هذه هي أفضل طريقة لمنع المزيد من الدمار والأذى.

قصف وغارات: ميدانيا، تعرضت أطراف علما الشعب بعد الظهر لقصف مدفعي اسرائيلي، بعدما  طال قبل الظهر، محيط بلدة طيرحرفا والجبين ووادي حامول في الناقورة. كما استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة مدنية على طريق عام عيتا الشعب، ولم يفد عن اصابات. ونفذت مسيرة اسرائيلية غارة على بلدة مروحين، مطلقة صاروخين في اتجاه المنطقة المستهدفة.وحلقت الطائرات المسيرة بشكل مكثف في اجواء القطاع الغربي.

في المقابل، طالت نيران صاروخية مباشرة من جنوب لبنان ثكنة زرعيت الإسرائيلية. وأعلن حزب الله ، أن عناصره استهدفت تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في حرج عداثر بالأسلحة المناسبة وحقّقوا فيه إصابة مباشرة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح. وأفاد بشن هجوم جويّ بمسيّرة انقضاضية على موقع الرمثا وحاميته في مزارع شبعا اللبنانية وإصابة المسيرة هدفها بدقة.

مواكبة الأعياد أمنياً: امنيا، يشرف وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، عند السادسة مساء، على إطلاق الدوريات الأمنية من عناصر وحدة القوى السيارة، في ثكنة اللواء الشهيد وسام الحسن- ضبيه، لمواكبة الإجراءات في ليلة رأس السنة.

حرق شجرة الميلاد: الى ذلك وفي أقل من أسبوع، وبعد حرق شجرة الميلاد في طرابلس الأحد الفائت، استفاق أهالي مدينة الميناء على خبر إحتراق شجرة ميلاد مقابل كنيسة مار جاورجيوس دوار البلدية. وحضرت القوة الأمنية وقامت بسحب الكاميرات القريبة من مكان وجود الشجرة لمعرفة ما إذا كانَ الحريق شبَ جراء ماس كهربائي أو بفعل فاعل.وعلق النائب أشرف ريفي عبر حسابه على "إكس"، معتبراً أن "حرق شجرة الميلاد في ساحة كنيسة مار جرجس في الميناء عمل أرعن إضافي موجّه ضد طرابلس والميناء وضد الأغلبية التي تؤمن بالعيش معاً". وحيا الجيش الذي أوقف من أحرق شجرة الزاهرية، ودعا لتوقيف المعتدين الجدد، مضيفاً: "ستعود شجرة الميناء أجمل مما كانت. طرابلس والميناء هما النور الذي يحارب الظلام".

جونسون في بيروت في 11 كانون الثاني: من جهة اخرى، أشارت معلومات موقع mtv إلى أنّ السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون لن تصل إلى لبنان في الخامس من كانون الثاني المقبل، كما ورد في عددٍ من وسائل الإعلام، بل هي ستعقد اجتماعاً في واشنطن هو الأخير قبل قدومها إلى بيروت في التاسع من الشهر نفسه، على أن تغادر الولايات المتحدة الأميركيّة في العاشر منه، وتصل إلى لبنان في اليوم التالي، أي في ١١ كانون الثاني.تجدر الإشارة إلى أنّ جونسون ستكون القائمة بأعمال السفارة الأميركيّة في بيروت، إلى حين تقديم أوراق اعتمادها أمام رئيس الجمهوريّة المقبل لتحمل حينها لقب سفيرة بشكلٍ رسمي.