المصدر: Kataeb.org
الكاتب: صونيا رزق
الأربعاء 24 نيسان 2019 18:46:42
24 نيسان 1915 تاريخ يحمل عنواناً واحداً، " الإبادة الجماعية للأرمن" الذين عاشوا خلال فترة الإمبراطورية العثمانية، من ربيع 1915 وحتى خريف 1916. اذ كان هنالك ما يقارب المليون ونصف مليون أرمني يعيشون في الإمبراطورية. وخلال فترة الحرب العالمية الأولى، قام الأتراك بالتعاون مع بعض العشائر الكردية بإبادة مئات القرى الأرمينية، في محاولة لتغيّير ديموغرافية تلك المناطق، لإعتقادهم بأن هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن. كما اجبروا القرويّين حينها على العمل كحمّالين في الجيش العثماني، ومن ثم قاموا بإعدامهم. غير ان قرار الإبادة الشاملة تحقق في 24 نيسان 1915، حيث قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمينية في إسطنبول، وتمّ اعدامهم في ساحات المدينة. وكانوا من نخبة المجتمع، منهم القادة والمثقفون والكتّاب ورجال الدين. ومن ثم تواصلت عملية الإبادة حتى خريف العام 1916.
24 نيسان...سيبقى يوم الوفاء للقضية وللشهداء الارمن، لذا يحييّ أبناء الطائفة هذا اليوم ، مستذكرين المجازر التي ارتكبها الأتراك ضدهم، وذلك خلال مسيرات شعبية في الدول التي ينتشرون فيها. فيؤكدون دفاعهم ونضالهم في سبيل القضية، ويطالبون بإعتراف الدولة التركية بإبادة مليون ونصف مليون أرمني، وتشريد نصف مليون آخر في الكثير من دول العالم إضافة الى مجازر بحق مجموعات مسيحية أخرى، كانت تعيش في السلطنة العثمانية، تضّم الاشوريّين والسريان والكلدان، وفي هذا الاطار يتحدث بعض الباحثين عن نصف مليون شهيد من هؤلاء.
اليوم وبعد مرور مئة واربع سنوات، تحوّلت قضية الإبادة هذه الى قضية القيم والمبادئ الإنسانية والنضال، حتى يعترف الاتراك بالمجازر التي إرتكبت، بحسب ما يصف بعض أبناء الطائفة الأرمنية خلال حديث لموقعنا، ويشيرون الى قصص رهيبة سمعوها من أجدادهم عن تلك المجازر، بحيث كانت تجري عمليات القتل بوحشية لا توصف. فيؤكدون من جديد بأن دماء الشهداء ليست للمقايضة أو للمساهمة، موجهين تحية إجلال وإكبار للشهداء الأرمن والسريان والاشوريّين والكلدان، وغيرهم ممن إستشهدوا دفاعاً عن أرضهم وكرامتهم.
الى ذلك جدّد هؤلاء دعوتهم الى الدولة التركية، بضرورة الاعتراف بجريمتها، وتحمّل مسؤوليتها كاملة عن الإبادة. كما دعوا الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، الى الضغط على تركيا للتعويض عن جرائمها.
وختموا :" النضال مستمر ولن تموت قضية حق وراءها مطالب".