المصدر: وكالة أخبار اليوم
الاثنين 6 أيلول 2021 17:12:30
.. وكأن البطاقة التمويلية في سباق مع اعداد الفقر في لبنان الذي يزداد يوما بعد الآخر، وكلما رفع الدعم عن سلعة وكلما ارتفع الدولار!
ومنذ ان تألفت حكومة الرئيس حسان دياب في مطلع العام 2020 دخل مصطلح جديد الى قاموس اللبنانيين، انها "البطاقة التمويلية"، ولكن على الرغم من مرور سنة و8 اشهر، هذه البطاقة لم تبصر النور، ويتردد انها ستطلق هذا الاسبوع.
ومنذ تأليف حكومة دياب ولغاية اليوم تتصاعد نسب الفقراء، حيث قالت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا"، في تقريرها الذي صدر قبل ايام إن الفقر أصبح يطال 74% تقريبا من مجموع سكان لبنان، وهناك 82% من السكان يعيشون في فقر متعدد الأبعاد. وكانت المنظمة أشارت في تقرير صادر العام الماضي إلى ارتفاع معدّل الفقر من 28% إلى 55% بين العامين 2019 و2020، وبلوغ العدد الإجمالي للفقراء بحسب خطّ الفقر الأعلى نحو 2.7 مليون نسمة.
ويستفيد من تلك البطاقة المنتظرة نحو 500 الف عائلة، لكن السؤال: ماذا عن الآخرين؟ كيف سيتبرون امرهم مع رفع الدعم عن المحروقات بشكل نهائي، وبعدما رفع الدعم عن كل السلع وارتفاع الاسعار بشكل جنوني بدءا من الغذاء وصولا الى الاستشفاء.
ويبدو ان وطأة هذه الازمة ستستمر طويلا، حيث توقع البنك الدولي في آخر تقرير له ان لبنان يحتاج ما بين 12 إلى 19 سنة للخروج من الأزمة الاقتصادية.
وفي هذا الاطار، اشار الخبير الاقتصادي لويس حبيقة، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان البطاقة التمويلية مخصصة فقط للاشد فقرا وليس لكل الفقراء، حيث تستهدف نحو 500 الف عائلة وكل واحدة مؤلفة على الاقل من 4 اشخاص، ولكن اليوم لا يمكن البحث في توسيع نطاقها، كما انها لمدة عام واحد من بدء توزيع المبالغ.
وهنا سأل حبيقة: بعد عام ماذا سنفعل؟ هل ستكون الازمة قد حلت ام يجب القيام بجهد جديد؟
ورأى ان هذه البطاقة هي نوع من التخدير ليقبل الناس رفع الدعم، بمعنى ان الناس لن تشعر بالوجع لفترة محددة ، لكن هذا لا ينفي وجود هذا الوجع.
وفي سياق متصل معروف ان ما لا يتجاوز الـ3% من اللبنانيين يملكون اكثر من 49% من الثروات في لبنان، فهل يمكن لهؤلاء وانطلاقا من باب التكافل الاجتماعي ان يقدموا 1% من ثرواتهم، بما يساعد في ايجاد حلول للازمة، قال حبيقة: مثل هذا الاقتراح غير قابل للتطبيق في لبنان، حيث مقولة "من بعدي فليكن الطوفان " اكثر ما تطبق على اللبنانيين. واضاف: نفاخر بالادباء والعلماء، لكن اللبناني بطبعه اناني ويتوارث هذه الصفة التي تزيد حدتها مع مرور الوقت، وبالتالي لا احد يعطي قرشا.
وتابع: في المقابل: كل من يعطي يريد ان يكسب اجتماعيا او سياسيا (وزارة او نيابة).
وختم: اننا في مجتمع مادي وقيمة الشخص بما يملكه من مال وممتلكات، بغض النظر عن قدراته الثقافية والعلمية.