938 مليار ليرة كلفة التنقل خلال الانتخابات

قبَيل أيام من استحقاق الانتخابات النيابية، سجّلت اسعار البنزين خرقاً جديداً متخطية حاجز الـ 500 الف ليرة، ما سينعكس حُكماً ارتفاعاً اضافياً في بدل كلفة التنقل للناخبين، والتي تُحتّم على الغالبية منهم التوجّه نحو القرى والمناطق البعيدة للادلاء بأصواتهم. فكم سيزيد الطلب على المحروقات خلال نهاية الاسبوع؟ وما الكلفة المتوقعة؟

أمّنت غالبية الاحزاب اللبنانية قسائم بنزين للناخبين لا سيما الى المناطق البعيدة كي لا يحول ارتفاع اسعار المحروقات من دون توجههم الى صناديق الاقتراع. وبما ان هذا الاستحقاق سيتم في يوم واحد ليشمل كل لبنان، من المتوقع ان يزيد الطلب على البنزين بشكل لافت خلال نهاية الاسبوع. ورغم انّ هذه المادة مؤمّنة بشكل وافر لتلبية حاجة السوق خلال عطلة نهاية الاسبوع الا انه لا بدّ من التذكير بأنه كلما زاد الطلب على البنزين زاد الاستهلاك وسيزيد معه الاستيراد بما يعني حُكماً استنزاف المزيد من الدولارات من الاحتياطي الالزامي عبر منصة صيرفة، وبالتالي تبخّر المزيد من دولارات المودعين.

 

أما عن ليترات البنزين المتوقع استهلاكها خلال نهاية الاسبوع لزوم التنقّل في يوم الانتخاب، فيقول رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس لـ»الجمهورية»: يستهلك المواطنون نحو 8 ملايين ليتر بنزين يومياً بمجموع حوالى 50 مليون ليتر اسبوعيا (يعتبر الاسبوع 6 ايام لأن استهلاك البنزين خلال يومي السبت والاحد يتراجع الى النصف اي 4 ملايين ليتر كل يوم).

 

ويتوقع شماس انه اعتبارا من يوم الجمعة حتى يوم الاثنين بعد الانتخابات سيتضاعف الطلب على البنزين، وبالتالي سيتم احتساب استهلاك يومي السبت والاحد مثل استهلاك الايام العادية اي 8 ملايين ليتر يوميا بدلاً من 4 ملايين ليتر بما مجموعه 16 مليون ليتر بنزين، أما في يومي الجمعة والاثنين فمن المتوقع ان يزيد الطلب بنسبة 30% اي من 8 ملايين ليتر يوميا الى نحو 10 ملايين ونصف المليون ليتر يوميا ليصبح مجموع استهلاك البنزين خلال هذه الأيام الاربعة حوالى 37 مليون ليتر بنزين بزيادة نحو 14 مليون ليتر عن الايام العادية.

 

أما عن الكلفة العامة لصفائح البنزين التي ستستهلك من ايام الجمعة الى الاثنين، والتي توازي مليون و850 الف صفيحة وبزيادة 700 الف صفيحة عن الايام العادية، فتبلغ نحو 938 مليار ليرة اي بزيادة نحو 355 مليار ليرة عن الايام العادية.

 

ولفت شماس الى انّ هذه الحسابات تستثني الكلفة والكميات التي تحتاجها القوى المسلحة، اي الجيش وامن الدولة... من المحروقات خلال هذه الفترة. وطمأنَ الى ان الكميات المتوفرة في السوق تكفي لتغطية حاجة السوق خلال الانتخابات، لافتاً الى ان كل الماكينات الانتخابية تجهّزت لوجستيا لتأمين البنزين لمندوبيها ولتأمين التنقل لمنتخبيها من العاصمة الى القرى او المناطق النائية، وذلك وفق بُعد مكان القيد عن مكان السكن.

 

عن أسعار المحروقات

الى ذلك، سجل جدول اسعار المحروقات ارتفاعا ملحوظا في سعر صفيحة البنزين التي تخطى سعرها الـ500 الف ليرة ليصبح 507 آلاف ليرة بزيادة 23 الف ليرة، وعزا شماس هذه الزيادة الى تداعيات الحرب الدائرة بين اوكرانيا وروسيا ومقاطعة الدول لشراء النفط الروسي خوفاً من العقوبات ما انعكس تراجعا في العرض خصوصاً انّ اي بلد لم يستطع ان يكون بديلا لروسيا فزادت الكلفة وأصبح هناك ضغط على الطلب.

 

وردا على سؤال أكد شماس انه من المتوقع ان تسجل اسعار المحروقات ارتفاعا جديدا في الجدول المرتقب صدوره يوم الجمعة، جازِما انه لا يمكن تقدير الزيادة من اليوم نظرا لعدة عوامل تدخل في تسعيرة الصفيحة.

 

وعن ربط بدء ارتفاع سعر الصفيحة باستحقاقات ما بعد الانتخابات، أوضح شماس: لا علاقة للتسعير بالانتخابات إنما برفع مصرف لبنان الدعم عن البنزين القائم حاليا عبر منصة صيرفة، لافتاً الى ان رفع الدعم سينعكس زيادة بنسبة 10% على سعر الصفيحة.

 

أما عن تسعير صفيحة البنزين بالدولار فيقول شماس: لا معلومات لديّ عن الموضوع، فهذا الامر يرتبط بتوجّهات مصرف لبنان في المرحلة المقبلة.