المصدر: المدن
السبت 8 تشرين الأول 2022 20:43:55
أعلن الجيش الروسي السبت، تعيين قائد جديد لقيادة "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا بعد سلسلة من الانتكاسات المريرة على الأرض ومؤشرات استياء متزايدة في أوساط النخب بشأن إدارة النزاع.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية على "تلغرام"، "تم تعيين الجنرال سيرغي سوروفيكين قائداً للمجموعة المشتركة من القوات في منطقة العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
وسبق أن شارك سوروفيكين (55 عاما) في الحرب الأهلية في طاجيكستان خلال التسعينات، وفي حرب الشيشان الثانية في بداية الألفية الثالثة، وفي التدخل الروسي في سوريا والذي بدأ في 2015.
وكان يقود الى الآن مجموعة قوات الجنوب في أوكرانيا، بحسب تقرير لوزارة الدفاع الروسية يعود الى تموز/يوليو.
ولم يسبق أن كُشف إسم سلفه رسمياً، لكن وسائل الاعلام الروسية أشارت الى أنه الجنرال الكسندر دفورنيكوف الذي شارك بدوره في حرب الشيشان الثانية وقاد القوات الروسية في سوريا في 2015 و2016.
ويأتي هذا القرار الذي أعلنته موسكو في واقعة نادرة، بعد سلسلة إخفاقات كبيرة للجيش الروسي في أوكرانيا. فقد طُردت القوات الروسية بداية أيلول/سبتمبر، من القسم الأكبر من منطقة خاركيف (شمال شرق) إثر هجوم أوكراني مضاد أتاح لكييف استعادة السيطرة على آلاف الكيلومترات المربعة من أراضيها.
كذلك، خسرت القوات الروسية 500 كليومتر مربع من الأراضي في منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا، ونجت بصعوبة بالغة من الطوق الذي ضُرب حول بلدة ليمان الاستراتيجية التي باتت تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
وأثارت هذه الهزائم انتقادات داخل النخب الروسية. وهاجم الزعيم الشيشاني رمضان قديروف القيادة العسكرية، فيما دعا المسؤول البرلماني اندري كارتابولوف علناً الجيش إلى "الكف عن الكذب".
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الجمعة، إن غزو روسيا لأوكرانيا أثبت أنه "حرب مسمومة" بالنسبة لكبار جنرالات الجيش الروسي بعد فصل 8 قادة على الأقل أو إعادة تعيينهم أو تهميشهم.
ونقلت عن مصادر غربية القول إن 10 جنرالات روس آخرين على الأقل قتلوا في المعارك، وهو رقم مرتفع بشكل ملحوظ يقول محللون عسكريون إنه دليل على أخطاء استراتيجية جسيمة.
وفي نيسان/أبريل، عُيّن الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الذي اشتهر على مدار 44 عاماً بتكتيكات الأرض المحروقة خلال الحملات الروسية التي قادها في سوريا والشيشان، قائداً عاماً للعمليات العسكرية في أوكرانيا.
واستمر دفورنيكوف في منصبه قرابة سبعة أسابيع قبل إقالته كجزء مما بدا أنه تغيير أوسع رداً على الخسائر الفادحة والفشل الاستراتيجي.
وفي الوقت نفسه تقريباً، تم تجريد الكولونيل الجنرال أندريه سيرديوكوف الذي خدم لمدة أربعة عقود في الجيش الروسي، من منصبه قائداً عاماً لقوات النخبة المحمولة جواً، بعد أن تكبدت جميع فرق القوات المحمولة جواً خسائر فادحة.
والأسبوع الماضي، أقيل الكولونيل جنرال ألكسندر جورافليف، رئيس المنطقة العسكرية الغربية المسؤولة عن خاركيف، حيث فقدت القوات الروسية مساحات شاسعة من الأراضي في أوائل أيلول/سبتمبر، بعد أربع سنوات من العمل.
تفجير القرم
وتزامن استبدال قائد القوات الروسية في أوكرانيا مع انفجار خلف دماراً جزئياً في جسر القرم الذي يشكل شرياناً رئيسياً لإيصال الإمدادات إلى شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو وإلى قواتها في أوكرانيا.
وبعد تلميحات أوكرانية إلى المسؤولية عن الانفجار، قالت الرئاسة الاوكرانية مساء السبت، إن الانفجار هو نتيجة نضال داخلي في أوساط الحكم في موسكو، لافتة الى "ضلوع روسي" في ما حصل.
وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس فلاديمير زيلينسكي في تعليق نشرته الرئاسة: "من الملائم أن نلاحظ أن الشاحنة التي انفجرت، وفق كل المؤشرات، دخلت الجسر من الجانب الروسي. إذن، ينبغي البحث عن الأجوبة في روسيا... كل ذلك يشير بوضوح الى ضلوع روسي".