المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الجمعة 7 كانون الثاني 2022 15:47:59
كما كان متوقّعاً، حلّق عدّاد الإصابات بفيروس كورونا خلال الأعياد وبعدها، خصوصاً مع تغلغل متحوّر أوميكرون السريع الانتشار. ورغم الارتفاع الكبير في نسبة العدوى، وعدد أسرّة الكورونا الأقل بكثير من السنة الماضية، لا تزال نسبة الإشغال في أقسام العناية الفائقة لا تتعدى الـ80%، ووضع المستشفيات مرتاح، وفق ما أكّد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون. فكيف يمكن تقييم الوضع الوبائي محلّياً؟ وماذا تخّبئ الأيام المقبلة؟
نقيب الأطباء في بيروت البروفسور شرف أبو شرف يوضح لـ "المركزية": "أغلبية الإصابات المسجّلة هي بأوميكرون، وفي المطلق مضاعفاته أقّل بكثير من المتحوّرات السابقة وهذا أمر إيجابي بالنسبة إلى المرضى، إلا أن الشق السلبي هو اننا نلحظ أن الأكثرية الساحقة التي تضطر الى دخول العناية الفائقة هي من غير الملقّحين والأمر نفسه بالنسبة إلى الوفيات، وقسم لا يستهان به يفقد حياته لا سيّما من يعاني أمراضاً مزمنة. الملقّحون، حتّى ولو كانوا من كبار العمر، تمكّنهم مناعتهم من مقاومة الفيروس".
أما في ما خصّ الوضع الوبائي في لبنان، فيلفت: "إذا كانت الإصابات لا تحتاج الى دخول المستشفى بأعداد كبيرة، فيمكن أن نرى في ذلك وجها إيجابيا إذ يساهم في زيادة نسبة المناعة المجتمعيّة، في ظلّ حصول 40% من مجمل السكان على اللقاح. لكن استمرار الإصابات على هذا المنوال وبالأعداد الكبيرة ينذر يإمكانية حصول مضاعفات مقلقة ووفيات، لا سيّما عند غير الملقّحين، وتصل المستشفيات حينها إلى قدرتها الاستيعابية. والمشكلة في المستشفيات أن عدد الطاقم الطبي والتمريضي الذي كان يعالج المصابين تراجع جدّاً وأقفل عدد من أقسام كورونا من دون قدرة على إعادة تشغيلها، نظراً إلى الكلفة الباهظة، من دون أن ننسى ارتفاع كلفة العلاج. من هنا تأتي أهمية التضامن تفادياً للوصول إلى المشكلة الكبيرة التي نقاوم لمنعها".
ويشرح أبو شرف أن "كلّ التهاب يتخطّاه الجسم يكوّن مناعة ضدّه تستمرّ لفترات إن لم يكن الشخص يعاني مشاكل صحية كثيرة، لذا نطالب بتكرار اللقاح كي تبقى ذاكرة لمناعة الجسم ويتمكن من مقاومة الفيروس، وحتى لو تحوّر تبقى ذاكرة معيّنة لمقاومة قسم منه".
ويختم: "بعد اسبوع يمكن أن تتوضّح نتيجة الإصابات الفعلية للأعياد ونتمكن من تقييم مدى انتشار العدوى والاتّجاه الذي سيتّخذه منحى الإصابات".