أكثر من مجرد صفقات.. ما لن يُخبرك به زيدان

"لدينا فريق رائع، نحتاج فقط إلى فوز واحد"، هي القصة الخيالية التي خرج بها زين الدين زيدان في المؤتمر الصحفي بعد مواجهة توتنهام"، قصة لا تعكس أن المشاكل الحقيقية في ريال مدريد "لم ولن تُحل" هذا الموسم وهو ما لا يُريد أن يخبرنا به زيدان.

 

في آخر 21 مباراة لريال مدريد مع مدربين مختلفين، فاز الفريق الملكي بثمانية فقط، سُجل في مرماه 39 هدفاً وسجل 30 هدفاً. زيدان نفسه ومنذ وصوله في 11 آذار، فاز بـ 5 مباريات من أصل 15 بنسبة 33%.

 

ما لن يُخبرك به زيدان هو أن المشكلة باتت أكبر من أن تُحل بالصفقات. لن تكون 300 مليون يورو كافية، والفكرة في الأساس ليست في المال في ريال مدريد، بل بالحاجة إلى انقلاب يقوم بتذويب غرفة الملابس.

 

يُمكن تعليق الشماعة على رحيل كريستيانو رونالدو، لكن هذا جزء من القصة وهو الشق الهجومي. في آخر موسم لزيدان قبل رحيله كان معدل اهتزاز شباك الفريق في الليغا 1.15 في المباراة، رقم يساوي ضعف الأهداف التي هزت شباك أتلتيكو مدريد وأكثر بـ 15 هدف مما تلقاه برشلونة، ولأن دوري الأبطال لعبة أخرى لها أساليب مختلفة، لم تكن أهداف بايرن ميونيخ ويوفنتوس الثلاثة كافية حين سجل ريال مدريد 4.

 

في المحصلة مُشكلة ريال مدريد الأساسية ليست فقط بيع رونالدو (الذي خفض المعدل التهديفي للفريق)، بل السؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو: هل يُدافع ريال مدريد؟

ما لن يُخبرك به زيدان هو أن سيرجيو راموس وفاران، يتمركزان بشكل خاطئ حين يكون الفريق عالياً في الملعب، سيئان على مستوى التغطية وسيئان في التفاهم معاً، ببساطة هذان اللاعبان جيدان في الكرات العالية فقط، ومن هنا تتكشف مشاكل أخرى أكثر عمقاً.

لا يستطيع راموس التغطية بشكل جيد على مارسيلو (الذي لا يعود إلى الخلف لكونه بطيء). ما لن يُخبرك به زيدان هو أن أداء توني كروس الدفاعي سيء جداً بمقارنةً مع أدائه الهجومي عند الاستحواذ. وما لن يُخبرك به هو أن سلاح أظهرته تمت إبادته.

ما لن يُخبرك به زيدان هو أن بوغبا الذي يبحث عن "الحرية الهجومية" لن يحل المشكلة بل سيزيدها تعقيداً. ما لن يُخبرك به هو أن التغيير سيأتي على حساب الاسماء التي لا تستحق أن يكون على حسابها: نافاس، إيسكو، خاميس. وسيُبقي الأسماء التي يجب أن يكون على حسابها: راموس، مودريتش، كروس، بنزيما.

في المحصلة يحتاج زيدان (أو أي مدرب سيأتي مكانه) إلى أكثر من موسم كامل لاستعادة وعي الفريق بالكامل و"ليس مجرد فوز واحد" كما قال في المؤتمر الصحفي، لكن السؤال الأهم: كم سيصبر فلورنتينو بيريز؟