المصدر: Kataeb.org
الأحد 3 تشرين الثاني 2024 12:31:45
بينما تتصاعد التوترات العسكرية على الحدود الجنوبية، تتزايد المخاوف حول مستقبل لبنان وسط الصراعات الإقليمية.
البروفيسور ألان حكيم، الوزير السابق وعضو المكتب السياسي في حزب الكتائب، يرى أن "حزب الله يعتمد على أجندة إيرانية قد تقود البلاد إلى كارثة".
ويقول حكيم إن "الحزب لا يبدي أي استعداد لتهدئة الأوضاع، ويواصل سياسة التصعيد تحقيقاً لمصالح إيران".
يعتقد حكيم أن "الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل غير مرجح حاليًا"، ويشير إلى أن "الحزب يرفض أي حلول سلمية تحافظ على استقرار لبنان"، مشدداً على أن "حزب الله يتعامل مع لبنان كورقة في يد إيران، التي تسيطر على قراراته".
وفيما يتعلق بجهود المبعوث الأميركي آموس هوكستين للتهدئة، يرى حكيم أن "المهمة صعبة بسبب تعنّت حزب الله واستعداده لتدمير البلد في سبيل تنفيذ مصالح إيران الإقليمية". ويضيف: "حزب الله لا يهتم بالجنوب فحسب، بل يهدد استقرار لبنان بأكمله خدمةً لأهداف إيران".
يرى حكيم أن "الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة قد تشكّل نقطة تحوّل في الملف اللبناني، حيث تعتبر إيران لبنان جزءًا من استراتيجيتها في التفاوض مع واشنطن". ويوضح: "التسويات على الساحة اللبنانية مرتبطة بالتفاهمات الأميركية-الإيرانية، وقد يستمر هذا الوضع حتى 2025".
يصف حكيم الوضع في لبنان بأنه "مأساوي"، مشيراً إلى أن "الدولة مغيبة تماماً بقرار إيراني واضح، حيث بات لبنان مجرّد ساحة لصراعات إقليمية". وأضاف: "لبنان لم يعد دولة مستقلة، بل أصبح ساحة صراعات تُدار من الخارج".
وفي حديثه عن تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، حول التفاوض "بشروط"، يرى حكيم أن "هذه التصريحات لا تعكس نية حقيقية في الحوار، بل تمثّل محاولة لفرض أجندة الحزب على الدولة اللبنانية"، مؤكداً أن "حزب الله مستعد للتضحية بالاستقرار الوطني لتحقيق أهدافه الإقليمية".
ويشير حكيم إلى أن "حديث قاسم عن "وحدة الجبهات" يعكس رغبة في توريط لبنان في نزاعات أكبر لا تخدم المصلحة الوطنية". ويؤكد أن "المقاومة يجب أن تكون دفاعاً مشروعاً عن لبنان، وليس أداة لخدمة أجندات خارجية".
على الصعيد الاقتصادي، يوضح حكيم أن "تكلفة الصراع هائلة، حيث أصيب القطاع السياحي والزراعي بضربات شديدة". ويشير إلى أن "تكلفة إعادة الإعمار قد تتجاوز 17 مليار دولار، ما يزيد من العبء الاقتصادي على الدولة التي تواجه بالفعل أزمة مالية حادة". ويضيف: "الوضع الحالي يهدد اللبنانيين مباشرة، حيث يواجهون ارتفاعًا في أسعار السلع وتراجعًا في القدرة الشرائية، ما يزيد من معدلات الفقر والبطالة".
وفي تقييمه لأداء الحكومة، يشير حكيم إلى أن "الحكومة الحالية تواجه تحديات كبرى، ومع ذلك، فهي مقيدة بقرارات تُتخذ خارج إطار الدولة، مما يزيد الوضع تعقيدًا". ويؤكد أن "تقاعس الحكومة عن اتخاذ قرارات جادة يضع البلاد على شفا كارثة".
في ختام حديثه، يرى حكيم أن "الحل لأزمة لبنان يكمن في استعادة الدولة لسيادتها واستقلال قرارها بعيدًا عن تأثيرات حزب الله وإيران". ويضيف: "الدعم الدولي مهم، لكن لبنان يحتاج إلى إرادة داخلية صادقة لتحرره من الهيمنة الإقليمية، وإلا سيظل الشعب اللبناني يدفع الثمن".
بهذا، يضع حكيم مستقبل لبنان أمام خيارين: "إما الاستمرار في خدمة أجندات خارجية، أو العمل لاستعادة السيادة والاستقلال".