أينشتاينات البرلمان تكلّموا... يحوّلون من هو ضدّ الحَراك الى داعم له!

"الحزب"، وهو "الأب الروحي" لحكومة الرئيس حسان دياب، يشدّد على أننا أمام مرحلة إنقاذ، ويتحدّث عن حكومة الفريق الواحد لا اللّون الواحد، فيما يُدرك جيّداً أن المجتمع الدولي لن يعمل مع اللّبنانيين لمجرّد أنهم شكّلوا حكومة. فتشكيل الحكومات هو من واجب المسؤولين في الدّول، وليس جائزة ترضية، تمكّنهم من ممارسة الحكم.

في أي حال، تنطلق الحكومة في عملها شيئاً فشيئاً، وسط تحدّيات كبيرة، تتعلّق بتوجُّس بعض الفئات اللبنانية من السّير في أي برنامج مع "صندوق النّقد الدولي"، وتشديدها على رفض المساس الحيوي بالقطاع العام، وبغيره من الأمور... فيما تُنادي بعض الفئات بالذّهاب في هذا الإتّجاه. وأمام هذا الواقع، هل نحن أمام حكومة جديدة تُدير مرحلة الإنهيار الإقتصادي والمالي، لا أكثر ولا أقلّ؟ 

جهل!

شدّد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة على أن "برنامج "صندوق النّقد الدولي "مش أكْلِي" أبداً، حتى ولو كانت شروطه لا تتمّ إلا بموافقة الدولة اللبنانية. ولكن ذلك سيّىء جداً، ويجب رفضه".

وأكد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن "بعض القوى تصرّ على هذا الحلّ، لأنها تعتقد أن الصّندوق بمثابة "كاريتاس". ولكن هذا الوضع يدلّ على جهل بحقيقة ما هو عليه "صندوق النقد الدولي"، و"البنك الدولي". ونذكر أن نحو 115 نائباً من أصل 128، لا يُدركون تلك الحقائق، ويتحدّثون في الاقتصاد بلا دراية علمية كاملة. كما نذكر أن 99 في المئة من نوابنا، يسيرون كما تقول أحزابهم. والأحزاب في لبنان لديها مصالح، وتريد أن تتموّل، وهذا يؤثر على مواقفها أيضاً".

ولفت الى أن "من استمع الى "الأينشتاينات" في مجلس النواب اليوم، وهو لا يدعم الحراك بنسبة 90 في المئة، قد ينقلب الى دعمه، بنسبة 100 في المئة، إذ إن بعض الأفكار تدلّ على أن بعض النواب لا يفهمون حقيقة ما يحصل، ومع ذلك يتحدّثون وكأنهم يعلمون كلّ شيء بدقّة".

 لا يحتاج؟

وشرح حبيقة:"مسؤولو "صندوق النقد الدولي" يزورون لبنان سنوياً، ودورهم استشاري، إذ يقدّمون نصائح للدولة اللبنانية. ولكن هذا الوضع يختلف عمّا لو دخلنا في برنامج معهم، سيُلزمنا بموافقتنا (الدولة) بتنفيذ بعض الأمور، وهذا يجب رفضه. ونُبقي فقط على المشاورات العادية التي نجريها معهم".

وأوضح:"لبنان لا يحتاج الى أموال. ويُمكننا أن نأتي بقروض من مؤسّسات دولية أخرى مثل "البنك الأوروبي للإستثمار"، أو من بعض الصناديق العربية، الكويتية والبحرينية والسعودية مثلاً، وهي ذات طابع مختلف عن "صندوق النقد الدولي"، انطلاقاً من أن لا برامج لدى تلك الصناديق يُمكنها أن تُخضعنا كبلد".

وأضاف:"كما لدينا القطاع المصرفي اللبناني الذي يمكننا أن نؤمن الأموال منه. فلدينا 175 مليار دولار ودائع، فيما لبنان لا يحتاج حالياً الى أكثر من 5 مليارات دولار فقط. وهو ما يعني أن لا حاجة أبداً الى أي برنامج مع صندوق النقد الدولي". 

إدارة

وأكد حبيقة "الحاجة الى إدارة أفضل لبلدنا، ولقطاعنا العام، وللكهرباء، والمياه وغيرها... مع جديّة في التنفيذ. ويمكننا أن نفعل ذلك داخلياً، دون الحاجة لا الى "صندوق النقد الدولي"، ولا الى أي شيء خارجي آخر".

وطالب "بإعطاء حكومة الرئيس حسان دياب فرصة 100 يوم، وعدم الإستمرار بالحكم عليها، لا سيّما أن لبنان ليس معاقَباً مثل إيران".

وختم:"كلّ الأطراف الدولية متحمّسة للعمل مع الحكومة الجديدة، رغم بعض المواقف الأميركية التي تُعتبر بمثابة "جسّ نبض"، و"شدّ حبال".