المصدر: النهار
الكاتب: وجدي العريضي
الجمعة 7 آذار 2025 08:19:36
تبقى لانتخابات قرى الجبل وبلداته نكهتها ورونقها، لكونها تتسم بالطابع العائلي وما يسمى "الجب"، من دون إغفال دور الأحزاب وتدخلاتها، علما أن العائلات هي من تحسم الخيارات.
السؤال في ظل التباعد السياسي بين القيادات الدرزية: ماذا يجري راهناً؟ في عاليه حيث النفوذ الجنبلاطي والأرسلاني، رئيس البلدية التاريخي وجدي مراد قد يعود ليخوض الانتخابات، فيما الحزب التقدمي الاشتراكي لم يحسم مرشحه. لذا لا تزال الأمور غير واضحة. وعلى مستوى الساحل في مدينة الشويفات، ثمة توافق بين الزعيمين الجنبلاطي والأرسلاني على إبقاء رئيس البلدية الحالي نضال الجردي.
أما في بلدة عرمون فالمرشح هو فراس الجوهري، نجل رئيس البلدية السابق الشيخ فضيل الجوهري المعروف في أوساط الجبل، وثمة مرشح آخر من الحزب التقدمي الاشتراكي، لكن المساعي جارية لإرساء توافق أو لإيجاد صيغة معينة. وحتى الساعة بوادر المعركة مستمرة في ظل تباعد القيادات السياسية في البلدة، صعوداً إلى بيصور، حيث هناك أعراف عائلية وكانت دائماً تجري محاولات للتزكية والتوافق، أضف أن كل البلدات الأخرى ستشهد معارك وربما توافقا وتزكية. لكن تباعد القيادتين السياسيتين ليس كما كان في السابق، إذ هناك تلاقٍ حصل أخيرا في دارة خلدة بين النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان، إنما حول موضوع مشيخة العقل لا يزال الخلاف قائماً، بمعنى أن الشيخ أبو فيصل ناصر الدين باق في موقعه، والأمر عينه للشيخ سامي أبو المنى، وتاليا قد تشهد معركة البلديات توافقاً بدأ ينطلق في أكثر من قرية وبلدة، بمباركة من أرسلان وجنبلاط، للتهدئة والتمهيد للانتخابات النيابية المقبلة في وجه التغييريين، من دون إغفال دور الوزير السابق وئام وهاب، وكذلك نجله هادي الذي بدأ يطل سياسياً وإعلامياً. وثمة دور لوهاب في المناصف وإقليم الخروب.
أما المعارك الكبرى فقد تكون في دير القمر وبعقلين، والبلدات الشوفية الكبيرة التي لها دور كبير يتولاه دائماً النائب مروان حماده بفعل علاقاته الطيبة مع كل عائلات بعقلين على حد سواء، وهذا ما حصل في محطات كثيرة سياسية وأمنية واقتصادية وغيرها.
ماذا عن تأثير التباعد السياسي على الانتخابات البلدية؟ تجيب المصادر المعنية بأن لقاءات تعقد بعيداً من الأضواء بين مقربين من جنبلاط وأرسلان من أجل عدم إقحام الجبل في أي صراعات بلدية قد تنعكس سياسياً وتشنّج الأجواء .
وبفعل ما يجري درزياّ من لبنان إلى سوريا وفلسطين، قد يكون هناك تأثير في الاستحقاق البلدي على خلفية دور المشايخ وحضورهم، علما أنه مهما كانت الظروف السياسية يبقون على الخط التوحيدي البياني من لبنان إلى سوريا وفلسطين، مع الإشارة إلى أن نواب الشوف وعاليه والمتن، أي نواب "اللقاء الديموقراطي"، لا يتدخلون في الانتخابات البلدية عندما تتم مراجعتهم على خلفية أن هناك استحقاقا انتخابيا، ولا يريدون الخلاف مع هذه العائلة أو تلك أو هذا الجب وسواه.