المصدر: الأخبار-كندا
الكاتب: كريم حداد
الأربعاء 6 آب 2025 16:29:29
في حوار حصري أجرته جريدة وموقع “الأخبار كندا”، يلتقي رئيس مجلس الإدارة والتحرير إيلي مجاعص مع السيد إبراهيم مرجي، عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، لمناقشة رؤية الحزب في ظل التطورات السياسية الأخيرة في لبنان.
بعد تسعة أشهر من انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية وتشكيل حكومة نواف سلام، يسلط مرجي الضوء على المقاربة السياسية للكتائب، التزامها بتعزيز السيادة الوطنية، دعم الإصلاحات، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة في 2026.
كما يتطرق الحوار إلى قضايا حساسة مثل انفجار مرفأ بيروت، دور المحقق العدلي طارق البيطار، وملف السلاح غير الشرعي، مع رسالة خاصة للجالية اللبنانية في الخارج. يقدم هذا الحوار رؤية شاملة لدور الكتائب في بناء لبنان سيد ومزدهر.
الحوار مع إبراهيم مرجي، عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية
س: السيد إبراهيم مرجي، شكرًا لمشاركتكم معنا.
بصفتكم عضوًا في المكتب السياسي لحزب الكتائب، وبعد مرور تسعة أشهر على انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية في 9 كانون الثاني 2025 وتسمية نواف سلام لرئاسة الحكومة التي تشكلت بسرعة، كيف ترون المقاربة السياسية المناسبة للحزب في ظل هذه التطورات، خاصة مع التحديات المستمرة مثل إعادة الإعمار، تعزيز السيادة، والتحضير للانتخابات النيابية في 2026؟
إبراهيم مرجي: شكرًا على الاستضافة.
بعد تسعة أشهر من انتخاب العماد جوزاف عون وتشكيل حكومة نواف سلام في 8 شباط 2025، يواصل حزب الكتائب دوره الريادي في تعزيز السيادة الوطنية واستعادة هيبة الدولة.
دعمنا لعون وسلام ينبع من إيماننا بقدرتهما على قيادة لبنان نحو الاستقرار بعد سنوات من الفراغ السياسي والأزمات.
مقاربتنا تركز على دعم الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، تكريس احتكار السلاح بيد الدولة، وإعادة إعمار المناطق المتضررة بشفافية.
نسعى لتوسيع قاعدتنا الشعبية عبر خطاب وطني جامع وبرامج تلبي تطلعات الشباب والمجتمع المدني، مع التحضير للانتخابات النيابية في 2026.
س: حزب الكتائب كان من أوائل الداعمين لجوزاف عون. كيف ترون دوره كرئيس وتأثيره على الوضع السياسي في لبنان؟
إبراهيم مرجي: دعمنا للعماد جوزاف عون جاء من إيماننا بقدرته على استعادة الاستقرار، كما يتضح من حصوله على 99 صوتًا في الجولة الثانية للانتخابات.
خطابه في 31 تموز 2025 من وزارة الدفاع، الذي طالب فيه حزب الله بتسليم سلاحه، عزز التزامه باحتكار السلاح بيد الدولة وتطبيق القرار 1701.
هذا الموقف، المدعوم بورقة أميركية لدعم الجيش وإعادة الإعمار، يتماشى مع رؤية الكتائب لتكريس السيادة وبناء وحدة وطنية.
س: تسمية نواف سلام وتشكيل حكومته بسرعة يعتبران إنجازًا. ما هو تقييمكم لدور الكتائب في هذه العملية، وكيف ترون أولويات الحكومة الجديدة؟
إبراهيم مرجي: الكتائب ساهم بشكل فعال في دعم تسمية نواف سلام، الذي حصل على 84 صوتًا، مما أتاح تشكيل حكومته بسرعة.
بعد تسعة أشهر، تركز الحكومة على إنعاش الاقتصاد، مكافحة الفساد عبر تعزيز استقلالية القضاء، وإعادة الإعمار بشفافية. هذه الحكومة فرصة لتجاوز المحاصصة، ونحن ندعمها لتحقيق إصلاحات ملموسة قبل الانتخابات النيابية في 2026.
س: انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 كان كارثة وطنية، وخسر حزب الكتائب شهداء، وعلى رأسهم الأمين العام نزار نجاريان. كيف ينظر الحزب إلى هذه القضية اليوم، وما هي مطالبه بشأنها؟
ابراهيم مرجي: إطلاق يد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار أمر ممكن وضروري لتحقيق العدالة في قضية انفجار مرفأ بيروت، رغم ما يواجهه من تحديات ناتجة عن تدخلات سياسية ممنهجة.
حزب الكتائب دعم استقلالية القاضي البيطار منذ اليوم الأول، ولا سيما حين استأنف تحقيقاته في كانون الثاني 2023، بعد تعليق دام 13 شهرًا بسبب دعاوى ردّ تقدّم بها سياسيون مدعى عليهم.
أما قرار النائب العام التمييزي غسان عويدات حينها بإطلاق سراح جميع الموقوفين، والذي وصفه البيطار بـ”الانقلاب على القانون”، فكان محاولة واضحة لعرقلة التحقيق وحماية المتورطين.
الكتائب، إلى جانب قوى المعارضة مثل القوات اللبنانية ونواب التغيير، أكدوا دعمهم الكامل لاستمرار عمل القاضي البيطار، واعتبروا أن أي محاولة لكفّ يده تُعدّ عرقلة لمسار العدالة.
وقد تركز دور حزب الكتائب في ممارسة الضغط السياسي والشعبي لضمان استقلالية القضاء، إضافة إلى دعم تعيين وزير العدل القاضي عادل نصار، الذي نُثني على عمله وجهوده في تصحيح التشكيلات القضائية، وإقرار استقلالية السلطة القضائية كأحد أبرز إنجازات المرحلة.
وقد تمكّن الوزير نصار من تأمين الحصانة اللازمة للقاضي البيطار، مما وفّر له المناخ المناسب للعمل بحرية، بعيدًا عن أي تدخل سياسي، ومهّد الطريق لاستئناف تحقيقاته مجددًا .
هذا التطور المهم، المدعوم بتعهد الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بتعزيز استقلال القضاء، عزز إمكانية إطلاق يد البيطار لمتابعة الملف حتى النهاية.
نحن في حزب الكتائب نأمل في صدور القرار الظني قريبًا، تمهيدًا لمحاسبة جميع المسؤولين عن هذه الجريمة، وتعويض أهالي الضحايا، وفتح الباب أمام إصلاح جذري لإدارة مرفأ بيروت، بما يضع حدًا لثقافة الإفلات من العقاب، ويكرّس سيادة القانون واستقلال القضاء كركيزتين لأي دولة عادلة.
س: قضية السلاح غير الشرعي، وخاصة سلاح حزب الله، لا تزال نقطة حساسة. كيف ترى الكتائب معالجة هذه المسألة في ظل العهد الجديد؟
إبراهيم مرجي: الكتائب تؤمن بأن احتكار السلاح بيد الدولة هو أساس السيادة. خطاب الرئيس عون في 31 تموز 2025، الذي طالب حزب الله بتسليم سلاحه، يعكس إرادة قوية.
ندعو لحوار وطني تحت رعاية المؤسسات الدستورية، مدعوم بضمانات دولية، لدمج السلاح تحت سلطة الدولة، مع تطبيق القرار 1701 لضمان الاستقرار.
س: كيف ترى الكتائب العلاقات مع الأحزاب السياسية الأخرى في هذه المرحلة؟
إبراهيم مرجي: الكتائب تسعى لتحالفات قائمة على السيادة والإصلاح.
ننسق مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، ونفتح قنوات حوار مع التيار الوطني الحر وحتى حزب الله وحركة أمل ضمن إطار وطني. كما نتعاون مع الأحزاب المستقلة وحركات المجتمع المدني لدعم الإصلاح.
س: من منظوركم في الولايات المتحدة، كيف ترى الكتائب العلاقات الدولية لدعم لبنان؟
إبراهيم مرجي: العلاقات الدولية حيوية لإنعاش لبنان.
ندعم تعزيز الروابط مع الدول العربية، خاصة السعودية والإمارات، ومع أوروبا والولايات المتحدة لتمويل إعادة الإعمار ودعم الجيش. ندعو لمؤتمرات دولية برعاية الأمم المتحدة لضمان الشفافية.
س: كيف يخطط الكتائب لتوسيع قاعدته الشعبية؟
إبراهيم مرجي: الكتائب يعمل على تمكين القيادات الشابة، وتقديم رؤية اقتصادية واجتماعية تلبي تطلعات الشباب. سنطلق حملات توعية لإبراز دورنا التاريخي، مع التفاعل مع المجتمع المدني لاستعادة الثقة وتوسيع قاعدتنا قبل انتخابات 2026.
س: ما هي رسالتكم إلى الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة والعالم؟
إبراهيم مرجي: إلى الجالية اللبنانية، دوركم حاسم في دعم لبنان. حثوا على الدعم الدولي، ساهموا في إعادة الإعمار، وشاركوا في انتخابات 2026. معًا، يمكننا بناء وطن يعكس تطلعات اللبنانيين.
إبراهيم مرجي: شكرًا على الفرصة. الكتائب ملتزم بإنعاش لبنان.