المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الاثنين 8 آب 2022 15:53:53
يوم الجمعة 29 تموز الماضي، وقع اشكال مسلح في بلدة رميش الجنوبية بين عدد من اهالي البلدة وعناصر من حزب الله الذين يتواجدون على تخومها من خلال ما يعرف بجمعية "أخضر بلا حدود" البيئية. الحادث الذي تطور من فردي على خلفية قطع اشجار واختلاف على تقاسمها الى اطلاق نار وتهديد الاهالي وترويعهم، انتهى عمليا خلال 24 ساعة بفعل تدخل الجيش اللبناني وحضوره الاجتماع الذي عقد في دار البلدية ممثلا برئيس فرع المخابرات في الجنوب اضافة الى مسؤول حزب الله في الجنوب وعدد من اهالي رميش.
لكن ما لم ينته، وما يخشى ان يتكرر، هو بحسب مصادر اهلية في البلدة استمرار وجود الحزب تحت ستار الجمعية البيئية، لا سيما بعدما انكشف تسلّحه في منطقة عمليات القرار 1701 المفترض انها منزوعة السلاح، الا للجيش وقوات الطوارئ الدولية، حيث استخدم السلاح بكثافة إبان الاشكال، كاشفا زيف الجمعية البيئية التي ليست الا مجرد غطاء للمركز الامني للحزب، والا لماذا حضر مسؤول الحزب اجتماع البلدية؟ وتتخوف المصادر في ضوء عدم معالجة ما جرى من جذوره من امكان تكراره، خصوصا ان استمرار وجود مركزين لحزب الله في اراضي البلدة، العائدة ملكيتها للأهالي ، يشكل استفزازا صارخا لهم، ارتفع منسوبه اثر الاشكال، والمطلوب تاليا ازالة المركزين ، لاجتثاث اي احتمال لمشكلة قد تتطور الى فتنة في لحظة ما، علما ان الحادثة اخرجت عمل الحزب الامني المغلف بستار بيئي الى الضوء، وابرزت وجهه العسكري في شكل فاقع وشكلت ادانة له وخرقا فاضحا للقرار 1701 ، وتاليا وان لم يصر الى ازالة المركز، فإن الارضية ستبقى مهيأة لحوادث اخرى ولاشتعال النار المتقدة تحت الرماد، ولن تكون حكما في مصلحة الحزب.
وتشبّه المصادر عبر "المركزية" حادثة رميش بـ"غزوة عين الرمانة" حينما استقدم السلاح واستخدم في وجه المواطنين العزّل في عقر ديارهم وممتلكاتهم، سائلة ان لم يكن حزب الله موجودا امنيا في مركز الجمعية، لماذا اذا حضر الاجتماع الامني- الاهلي -الحزبي عوض ان يحضر من يمثل "أخضر بلا حدود"؟ حضورهم هذا فضحهم، علما ان في القرية مركزين للجيش وقوى الامن ولا لزوم لأي وجود امني آخر.
الحزب اذا خرق القرار 1701 بمركزين أمنيين مدجّجين بالسلاح وفق ما ظهر للعيان، وخرقه هذا لن تكون مفاعيله محدودة بإشكال بين حطابين من آل عبدوش واعضاء جمعية بيئية في عقارات خاصة في منطقة قطمون الحدودية، ولا بمجرد محاولة حزب مسيحي تشويه صورة المقاومة، على ما يروّج اعلامها لتأليب الرأي العام ضدها، بل سيتمدد الى ماهو أبعد، وسيصل على الارجح الى اروقة الامم المتحدة واجتماعات مجلس الامن، من خلال التقارير الدورية التي ترفع اليه، وقد عاينت قوات اليونيفل ما حصل ودوّنت الحادثة بالوجه العسكري لحزب الله الممنوع تواجده في المنطقة. فهل ينكفئ الحزب ويلملم نفسه فيخلي المركزين قبل ان يكبر الحجر وتسجل مخالفته رسميا للقرار الاممي الفصلي ام يضرب عرض الحائط بالاشكال وتداعياته والتقارير الصادرة عن مجلس الامن على غرار تعاطيه مع الدولة اللبنانية وقراراتها؟