المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الخميس 22 شباط 2024 15:04:44
تستمر الاوضاع في لبنان بالتراجع على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية نتيجة الاستعصاء المتحكم بالملف الرئاسي من جهة والربط القائم بين جبهة الجنوب والحرب على غزة. ويستبعد ان تنجح الدبلوماسية الغربية والاميركية والفرنسية تحديدا في دفع اسرائيل للفصل بين جبهتي غزة والجنوب في موازاة الفشل المبين في الفصل بين ازمتي الجنوب والاستحقاق الرئاسي بحيث يمكن الافادة من اي هدنة للنفاذ بالاستحقاق اذا امكن، مع العلم ان دون ذلك عقبات كبيرة لمجرد اصرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري على الدعوة الى حوار مسبق، في موازاة تمسك الثنائي الشيعي بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية واستعدادات المعارضة لاحياء التقاطع على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور وهو ما يعني ان شيئا لم يتغير بعد، وان الجمود ما زال سمة المرحلة وفق "ستاتيكو" قديم يخضع للتجديد في كل محطة تفرضها المواقف السياسية المتصلبة والمتباعدة.
رئيس حزب الوطنيين الاحرار عضو كتلة الجمهورية القوية النائب كميل شمعون يقول لـ"المركزية": هناك للاسف من يربط الاوضاع في لبنان بمسار التطورات في غزة. اليوم انتقلنا لرهن امورنا بالمستجدات في رفح. طبيعي ان ندين المجازر التي ترتكبها اسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، لكن ذلك لا يعني التخلي عن المصالح اللبنانية لحساب ومصلحة اي كان. العمل بشعار "لبنان أولا" يقودنا الى ضرورة تطبيق القرار الدولي 1701 وما يسري على الجنوب يسري على شمال اسرائيل بمعنى عودة المستوطنين الاسرائيليين مقابل عودة الجنوبيين النازحين. لكن يبدو ان حزب الله وجماعته من محور الممانعة لا يقيمون لذلك اهمية. الامر الذي يدفع خيار الحرب الى التمدد على حساب السلم.
ويتابع: اذا كان وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان صادقا فعلا في ما قاله في بيروت اخيرا من ان طهران لا تريد توسيع دائرة القتال، فالسؤال لماذا لا توعز ايران الى حزب الله بذلك وتحمله على القبول بالتطبيق المتوازي والعادل للقرار 1701 فينسحب الى جنوب الليطاني ليصار الى نشر الجيش وقوات فرنسية في المنطقة خصوصا وان باريس اعلنت عن استعدادها لرفع عديد عناصرها في لبنان اسوة برفع عديد القوات المسلحة اللبنانية.
ويضيف: اما اذا كان حزب الله يمتلك القدرات الكافية لدحر اسرائيل فعوض مساندة غزة وبذل الدماء من اجلها لماذا لايقدم على تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة من الناقورة الى الغجر ومزارع شبعا وسواها؟
ويختم مؤكدا ان اسرائيل تستهدف في سوريا خط الامداد العسكري لحزب الله ومحور الممانعة الممتد من ايران مرورا بالعراق وسوريا وصولا الى لبنان.