المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: نجوى ابي حيدر
الجمعة 21 شباط 2025 11:15:10
لم ينقضِ الاسبوع على المشاهد الهمجية التي نفذها مناصرو حزب الله على طريق مطار رفيق الحريري الدولي وفي داخل العاصمة احتجاجا على منع الطائرات الايرانية من الهبوط في بيروت، مع ما رافقها من اعتداءات على المارة والاملاك وقطع الطرق بالنفايات، حتى شهدت صالات العودة في داخل المطار على ما هو اكثر استفزازاً ، ولئن انقضى من دون اشكالات تُذكر بعد توتر أرعب العائدين الى بيروت. ذلك ان إحدى الحاجات الواصلات من الخارج عمدت، وفق ما ظهر في مقطع مصور، الى رفع صورة الامين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله ، مخاطبة من تواجد في قاعة الوصول قائلة "أن من يأخذ إملاءاته من إسرائيل ليس له مكان في لبنان، وأضافت "اللي مش عاجبوا يهاجر، هذا وطننا"، وارتفعت على الاثر الهتافات ممن كان يرافقها "لبيك يا نصرالله".
ولاحقا وفي مشهد مشابه، وصل الحجاج اللبنانيون الى بيروت، ولدى خروجهم الى قاعة الوصول وضع احدهم صورة ضخمة لنصرالله على حقيبة سفره ورفع والاخرين اعلام ايران وقال "سماحة السيد الله يقدس روحه، وبدنا نفرجي الاسرائيلي انو جينا عالبنان وعلى حساب الدولة العزيزة الايرانية" .
قبلهما سجلت كاميرات المواطنين ايضا لقطات لحجة تقود سيارتها وترفع علم حزب الله تتهم الرئيس جوزف عون والرئيس نواف سلام بالعمالة والصهينة.
المضحك المبكي في المشاهد هذه، بحسب ما تقول مصادر مراقبة لـ"المركزية" ان الحجاج اياهم، الذين يخونون كل لبناني يرفض تأييد ايران والولاء لها، بعدما ادت مشاريعها الجهنمية الى ما ادت اليه من خراب ودمار شامل وقتل وتهجير في لبنان، لم ينبسوا ببنت شفة، حينما كان وزيرهم علي حمية يوافق على منع هبوط طائرات ايران في بيروت إبان الحرب الاسرائيلية على حزب الله تجنباً لاستهدافه، وحينما فاوض كبار قادتهم ورموزهم الموفد الاميركي –الصهيوني اموس هوكشتاين ووقعوا على اتفاق ذل لايقاف الحرب التي تسبب بها قرار اسناد غزة واشغال الصهاينة ،فلا ساندوا غزة ولا شغلوا الجيش العبري، بل استجلبوا الويلات على لبنان، فقُتل شبابه وشيوخه وجُرح عشرات الالاف، عدا عن الخسائر الجسيمة في الممتلكات في القرى الممسوحة بالارض. وعوض ان يطلبوا الغفران والمسامحة من اخوانهم في المواطنة ممن فتحوا لهم بيوتهم وقلوبهم لايوائهم ، راحوا يكيلون لهم الاتهامات بالخيانة والعمالة . فكيف يفهم هؤلاء العمالة وما هي ترجمتها في قاموسهم؟
وتسأل: لماذا تعمد هذه الفئة بالذات عند كل استحقاق وحينما يحدث ما لا يناسب مخططاتها ومشاريعها الى الشارع ، والاعتداء على كل ما ومن يصادفهم،والتخوين والترهيب والشتم ومواجهة القوى الامنية والجيش؟ وما الفائدة التي يجنونها في كل مرة يعمدون الى ممارسة البلطجة عوض التعبير بالسياسة ولديهم من يمثلهم في مجلس النواب والحكومة؟ فلا طائرات ايران هبطت في مطار بيروت ولا فعلت شتائمهم واتهاماتهم فعلها الا في مجال تشويه سمعة طائفة ،كثير من ابنائها يرفضون ممارسات هؤلاء ويتطلعون الى يوم ترتفع صيحاتهم " لبنان، لبنان، لبنان" عوض تلك الطائفية التي باتت شعارا سيئاً يوسمهم ويطبع كل تحركاتهم المنافية للقانون وغير المتوائمة مع منطق الدولة والقانون العازم العهد الجديد على تطبيقه بحذافيره وفرضه على كل لبناني الى اي طائفة انتمى وانذاك " اللي مش عاجبوا يهاجر".