المصدر: Kataeb.org
الخميس 15 حزيران 2023 16:44:45
أكد المؤتمر الدائم للفدرالية في ختام المنتدى الدولي الذي عقده تحت عنوان "طريق السلام -1" من أجل شرق أوسط ديمقراطي، أن هناك أزمة بنيوية بحاجة إلى حلول جذرية، وأن في مقدّم هذه الأسباب وجود الدول القومية والأنظمة المركزية التي فشلت في إدارة المجتمعات التعددية، وأيضاً غياب القيادة الحقيقية التي تمثل إرادة الشعوب ومصالحها، وشدد مؤتمر الفدرالية، لتحقيق حل جذري للقضايا التي تعانيها منطقة الشرق الأوسط، على ضرورة قيام نظام سياسي ديمقراطي لا مركزي اتحادي، فضلاً عن العمل لعقد اجتماعي يأخذ حقوق جميع الشعوب والمكونات والأديان والطوائف والمعتقدات وحقوق المرأة بالاعتبار.
وأكد المجتمعون أن حلّ هذه القضايا يمكن أن يتحقق في ظل نظام ديمقراطي فدرالي.
ولفت المؤتمرون إلى أن الاستقرار السياسي والاقتصادي هو السبيل الوحيد لحل مشكلة النزوح السوري واللجوء الفلسطيني، مع التشديد على ضرورة تهيئة الظروف السياسية من أجل تحقيق عودة آمنة للسوريين إلى بلدهم، في موازاة قيام الأمّم المتحدة والمجتمع الدولي بواجباتها في هذا الخصوص.
وشارك في المؤتمر الذي امتد، يومين، أكثر من 200 شخصية سياسّية وثقافيّة وإعلاميّة وأكاديميّة عربية ودولية، ولا سيما من إيران ومصر وتونس وسوريا والعراق وليبيا والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وبريطانيا وألمانيا، وعدد من الديبلوماسيين.
وانطلقت، صباح الثلاثاء 13 حزيران الحالي، فعاليات منتدى "طريق السّلام - معاً من أجل شرق أوسط ديمقراطي"، الذي ينظمه "المؤتمر الدائم للفدراليّة" بالتعاون مع كل من منتدى الشرق للتعدديّة ورابطة النيروز الثقافيّة وجمعية Resilient Beirut ومنظمة Demokrattia في قاعة المؤتمرات في فندق هيلتون ميتروبوليتان- بيروت.
واستهل المنتدى بالنشيد الوطني اللبناني وقدّم الحفل الاعلامي فادي شهوان الذي رحب بالحاضرين، وكانت كلمة للأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور ألفرد رياشي الذي شدّد على أهمية المؤتمر في هذه الظروف وأكد أن "الشرق الأوسط بتاريخه وفرادته هو نتاج مساهمة كل المكونات المجتمعة فيه، والنقاشات التي تطرح في سبيل مقاربات شمولية أو ثيوقراطية أو حتى المقاربات التي تنادي بتطبيق مفاهيم العددية، أدت إلى نتائج سلبية إذ إن احترام التعدديّة يجب أن يكون الأرضيّة المشتركة للنهوض والحوار".
وأكد رياشي أن "الفدراليّة ليست تهمة أو تورطاً بحركة انفصاليّة، بل هي صيغة اتحادية، والطريق للسلام والحريّة والديمقراطيّة، يكمن في تبني الفدراليّة والاتحاديّة التّي من شأنها أن تؤمن مستقبلاً مشرقًا لمنطقة الشرق الأوسط" ونحن "طلاب حريّة لا انفصاليين ودعاة تقسيم"، وشدد على أننا لن نسكت على من يعتدي علينا أيدينا ستبقى مفتوحة للجميع، "ونحن ولدنا أحراراً وسنموت أحراراً"، وكل ما نتمناه هو العيش معاً على قدم المساواة.
لذلك، تابع رياش، نطرح أنظمة تشبه طبيعتنا التعددية وتحافظ على احترامنا خصوصية جميع المكونات، وبإمكاننا بناء وحدة حقيقية من خلال صيغة تشاركية بعيدا عن شعارات التعايش الرنانة والتكاذب و"الضحك على الذقون".
كما كانت كلمة لممثلة حركة المرآة الديمقراطية في إيران بسي شماري التي قالت إن "المنطقة الشرق أوسطيّة عُرضة لإشكالات وحروب كبيرة، كمحصلة للتحولات الجيوسياسية في منطقة عايشت المتغيرات، وعليه فإن الحاجة لتطوير المفاهيم السّياسيّة والثقافيّة وأهمها: الديمقراطيّة والسّلام، وتجديد الطروحات المتطورة التي هي حاجة ملّحة إذا ما تطلعنا لشرق أوسط يجمع كل مكوناته تحت منطق تقدميّ وتشاركيّ".