ارتفاع الضغوطات بالدمار لوقف النار.. ونقاط مرفوضة في الورقة الأميركية -الإسرائيلية

بين «الطبخة الدبلوماسية» لإيجاد حلّ يؤدي إلى وقف النار على الجبهة الجنوبية، بمعزل عن الوضع الآخذ بالتأزم في غزة، في ضوء الخطط العدوانية لتمزيق القطاع بانتظار اليوم التالي ومضي العدوان الاسرائيلي بتدمير البنى التحتية والمنازل والمؤسسات الشعبية والتجارية..
فقد استمر ضغط العدوان على ضاحية بيروت الجنوبية، امتداداً الى بعلبك ومنطقتي المزة وقدسيا في دمشق، في وقت استمر فيه حزب لله بقصف مناطق المستعمرات قرب الحافة الأمامية، امتداداً الى حيفا ونهاريا وتل ابيب، حيث حيَّرت مسيرة أطلقها سلاح الجو الاسرائيلي، قبل الاعلان عن اصابة جنديين في الياكيم، واعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل قائد فصيل وضابط واصابة عدد من الجنود في الساعات الماضية..
وفي حين  نقلت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون (حسب مصدر رسمي) مسودة اتفاق مقترح لوقف النار الى الرئيس نبيه بري، يستند الى القرار 1701 دون أي اضافة أو نقصان، يصل الى بيروت اليوم وفد المرشد الايراني السيد علي خامنئي المستشار علي لاريجاني، الذي التقى الرئيس بشار الاسد في دمشق، في اطار المشاورات الجارية بين العواصم الكبرى والاقليمية لاحتواء التصعيد الخطير في المنطقة.
وحسبما نقلت «يديعوت احرنوت» عن مصدر أميركي فإن امكان التوصل لوقف النار في الجنوب أو بين اسرائيل وحزب لله هو أقرب من التوصل لصفقة تبادل الأسرى مع حماس.
وكان موقع «اكسيوس» نقل عن مسؤول اميركي رفيع ان محاثات وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي BanDermer في البيت الأبيض حققت تقدما ملحوظا، حيث تم تقريب معظم الفجوات بين اسرائيل والولايات المتحدة بشأن الوضع في لبنان.
لكن المسؤول الأميركي استدرك: نحن واسرائيل على نفس التوجه بشأن وقف اطلاق النار في لبنان، لكن الامر يتطلب الآن ان تصل الولايات المتحدة الى تفاهمات مماثلة مع الجانب اللبناني.
تواصل غير المباشر بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وموفد الرئيس بايدن اموس هوكشتاين استمر بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية عبر السفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون، واكد فيها هوكشتاين انه يواصل مهمته للتوصل الى صفقة تنهي الحرب، لكن من دون توضيح او نفي التسريبات الاسرائيلية عما تتضمنه الاتفاقية الآحادية التي تجري بين الاميركي والاسرائيلي من وراء ظهر لبنان، ويحاولون فرضها على لبنان عبر الضغط العسكري التدميري. 
كما نقل عن مسؤول إسرائيلي قوله: ان «الرئيسين بري ونجيب ميقاتي يبحثان مع حزب لله المقترح الأميركي لوقف النار». ولاحقاً ذكرت «القناة 12» العبرية «أنه يمكن أن يأتي رد من لبنان خلال الـ 24 ساعة المقبلة، على اقتراح لوقف إطلاق النار أرسلته الولايات المتحدة».
وفي هذا السياق، التقى الرئيس بري امس، السفيرة الاميركية جونسون، وبحث معها المستجدات السياسية والميدانية في اطار التواصل الاميركي معه.
لكن مصادر متابعة لحركة بري قالت لـ«اللواء»: إن النوايا الاميركية الإيجابية بحاجة لترجمة عملية. ولبنان متمسك بما اتفق عليه بري مع الموفد الاميركي برغم ما يتردد عن تعديلات تجري مداولات حولها بين إسرائيل واميركا. ونحن متمسكون بالآلية التي نص عليها القرار ١٧٠١. وقف فوري وشامل لإطلاق  وانسحاب إسرائيل من الاماكن التي دخلتها في قرى الحد الامامي للحدود، والمباشرة بتطبيق دقيق وحرفي للقرار  1710، مؤكدة مجدداً ان حزب لله ملتزم بالقرار وفق مندرجاته وخصوصا آلياته، لكن المطروح من العدو لتغيير الآلية هو طرح مرفوض، وهدفه التشويش للإستمرار بالحرب والغارات على المدنيين. لا سيما لجهة تسريبات الاعلام العبري لشروط عن حرية التدخل العسكري ومراقبة الحدود مع سوريا بحجة عدم تسلح الحزب، وهذه شروط لا يقبل بها اي لبناني وليس الرئيس بري فقط. واي خرق هو مس بمندرجات القرار لا يقبل به لبنان.
واشارت المصادر المتابعة لما يجري الى ان ترتيبات الحدود يجب ان تتم وفق قرارات الامم المتحدة عام 1949. ويمكن مناقشة ضم مراقبين اميركيين وفرنسيين لوقف اطلاق النار مؤقتاً  حسب الضرورة كما حصل في تفاهم نيسان 1996.
ولم يتحدد بعد موعد عودة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، لكن لن يأتي قبل التأكد من احداث  خرق، يؤدي الى اعلان ترتيبات وقف النار، الذي يسير وفقا للآلية التالية:
1 - اعلان وقف النار أولاً.
2 - البدء بتراجع القوات الاسرائيلية الى مواقعها بعد الخط الأزرق.
3 - نشر الجيش اللبناني عند الحدود.
4 - البدء بسحب وحدات حزب لله المقاتل من نقاط المعارك الى شمال الليطاني..
على ان الاعتماد على مضمون القرار 1701، من شأن ان يسقط مطالبة اسرائيل بحرية الحركة في  لبنان، والاكتفاء بالضمانات الأميركية  او الدولية.
وعلم ان حسب ما هو متداول فإن جرى سحب الـ1559 من التداول.
ونفت مصادر ذات صلة، دخول روسيا على خط الدول الضامنة لتطبيق الحل المقبل، ان لا علاقة للروسي في ضمان تطبيق التسوية المقبلة المرتكزة الى القرار 1701.
واشار مستشار الرئيس دونالد ترامب لملف الشرق الاوسط مسعد بولس الى ان الرئيس المنتخب ملتزم بتعهده وقف النار، معتبرا ان ملف رئاسة الجمهورية شأن داخلي لبناني، لكن المطلوب انجازه بأسرع وقت مع تشكيل حكومة جديدة داعمة لإعادة البلد الى سكة التعافي.