استمروا بفجوركم... "ما في حبوس بتساع الكل"

تستمر السلطة وأذرعها الأمنية، بالفجور من دون أي رادع، ولكن اليوم فاقت عربدتها المنطق حتى الخيال، فأقدمت وبكل وقاحة على إلقاء القبض وتوقيف أخ شهيد، يطالب بالعدالة لشقيقه الذي قتل ظلماً وغدراً وفساداً واستهتاراً على يد منظومة مجرمة.

كسّر أهالي الشهداء وأبناؤهم زجاجًا في مبنى يُسمّى قصر العدل، فانتفض الجهاز ومن وراء الجهاز كرامة الزجاج، وهم أنفسهم وأجهزتهم ورؤساؤهم ومسؤوليهم تناسوا آلاف الأبنية التي تفجّرت ووصل زجاجها إلى قبرص نتيجة إهمالهم وفسادهم.

لم يدمّروا ويفجّروا مرفأ ونصف مدينة، إنما غيرهم فعلها، وترك خلفه أكثر من مئتي جثة لم تجفّ دماؤها بعد. الأهالي لا زالوا يفتشون عن أشلاء أبنائهم، وغيرهم يتلذّذ بأشلائنا، الأهالي لا يملكون سوى صوتهم وصرختهم ووجعهم، وغيرهم يمتلك السلطة والأجهزة ويعمل جاهدًا لطمس الحقيقة.

يقولون إنهم خافوا من ديناميت هدّد به بالأمس وليام نون، فاستنفروا وتكبّروا وتجبّروا واشرأبّوا استباقيًا لإلقاء القبض على الإرهابي الذي يملك ديناميت، فيما نام 2400 طن من المتفجرات في المرفأ لسنوات ولم يدروا بها ولا انتبهوا اليها، لا بل جهدوا لطمس الحقائق وعرقلة التحقيق وعدم التجاوب معه، ومنهم الجهاز المستنفر اليوم.

إنها ليست المرة الأولى التي تسعى هذه السلطة عبر أذرعها الامنية للانتقام من أهالي الشهداء، فهي سبق وقامت بضربهم وسحلهم وتهديدهم، بهدف ثنيهم عن المطالبة بالعدالة لأولادهم، وترافق ذلك مع توقيف التحقيق وإغراق المحقق بسيل من الدعاوى، وعمد جزء من هذه السلطة أيضاً إلى ذرع الشقاق بين من جمعهم الدم وفقدان الأعزاء وتقسيمهم طائفياً، كما أنها جهدت لوضعم بوجه أهالي الموقوفين ربما جزء منهم مظلوم وهي ستستمر بعملها ولن تتوقف، ولكن نطمئنها ومعها أذرعها الأمنية، أنها كما فشلت في السابق ستفشل اليوم وغداً، فجريمة العصر أكبر منهم جميعاً وهي عصية على الطيّ والنسيان.

نطمنئنهم أن هناك شعبًا كاملًا حاملًا القضية ولن يتخلّى عنها، مهما فعلوا واستكبروا، والدماء التي هدرت ستزهر يومًا حقًا وعدالة ولو بعد حين، وإلى ذلك الحين سنبقى نناضل ونقاتل، ولْيسجنونا... "ما في حبوس بتساع الكل".