الأنشطة الميلاديّة "مُعلّقة" بانتظار هوكستين

حوالى الشهر يَفصل اللبنانيين عن موسم الأعياد التي تأتي مُختلفة هذا العام، في ظلّ حرب قاسية فرضت على كثيرين منهم النزوح والتهجير، ولم تسلم المؤسّسات الاقتصادية والمنازل من التدمير في بقعة الحرب التي تمدّدت على أكثر من 40% من مساحة لبنان جغرافيّاً وإنسانيّاً واقتصاديّاً. ولكنّ الأعياد، حتى في المناطق البعيدة عن الاستهدافات، ليست كباقي السنوات، وهو ما تُترجمه الحركة الخجولة أو حتى المُنعدمة في بعض هذه المناطق.

يشرح رئيس جمعية تجّار جونية وكسروان الفتوح سامي عيراني أنّ "الحركة التجاريّة بدأت تتأثر كنتيجة لانعكاسات الحرب على غزة والإسناد من قبل لبنان. وخلال هذه الفترة التي امتدّت من تشرين الأول 2023 حتى أيلول 2024، تراوحت نسبة تراجع الحركة التجارية ما بين 20 و40%".

تراجع الحركة تبعاً للأصناف

وعند احتدام المواجهات المُسلّحة وتوسّعها خارج الجبهة الجنوبيّة اللبنانية منذ حوالى الشهريْن، ارتفعت نسبة تراجع الحركة وفق عيراني الذي يكشف لـ "نداء الوطن"، أنّها "باتت تتفاوت اليوم تبعاً للمناطق، فتلك التي تتعرّض للقصف تشهد انعداماً كليّاً في الحركة، لأنّ المحلّات مُقفلة والسكان نزحوا. أمّا في المناطق خارج دائرة الاستهدافات مثل كسروان، جبيل، المتن وغيرها فتراجعت الحركة تبعاً للأصناف ومراكز البيع، وتتراوح نسبة هذا التراجع ما بين 20 و70 في المئة".

وعمّا إذا كان انعدام الحركة في مناطق معيّنة أدّى إلى تنشيطها في أخرى، يجيب: "التنشيط يعني الصرف للشراء، لكن النازحين ليسوا في موقع التسوّق للترفيه ولشراء الكماليّات أو البضائع الباهظة الثمن، بل تقتصر مشترياتهم على الضروريّات مثل المواد الغذائيّة التي وصل الحد الأقصى لتراجع الطلب عليها 20 في المئة".

النشاطات الميلاديّة 

عن التحضيرات للنشاطات الميلاديّة، ومشاركة التجار فيها بالتنسيق مع البلديات، كما جرت العادة خلال هذه الفترة من السنة، يُوضح عيراني أنّ "هذه النشاطات مرتبطة بالمفاوضات لوقف إطلاق النار، فإذا تمّ الاتفاق، فإن الأفكار جاهزة والانطلاقة ستكون سريعة. لكن، عدم التوصل إلى اتفاق لن يسمح بتنسيق أي نشاطات لأن مستقبل التطوّرات على الأرض سيكون مجهولاً. ومن المُفترض أن تتوضح الصورة في الأسبوعين المقبلين لنعرف ما إذا كانت الأجواء ستسنح بتنظيم أي فعاليّات".

"مشهد الحمرا مأسوي"

أمّا في منطقة الحمرا، فالمشهد مأسوي بالنسبة إلى تجّارها حيث حركة الأسواق شبه مُنعدمة، وفي هذا الصدد، يؤكّد رئيس جمعية تجار الحمرا زهير عيتاني أنّ "حركة السوق سيئة جداً، مقارنةً بالعام الماضي"، مُشدّداً على أنّ "الحركة تتراجع كل يوم أكثر من قبله".

وعن تأثرّ حركة السوق بتواجد نازحين في المنطقة، يُؤكّد عيتاني لـ "نداء الوطن"، أنّه "لا يوجد أي نشاط، أو حتى أي حركة لافتة متعلقة بالنازحين"، موضحاً أنّ "النازح في هذه الظروف يَعمد إلى شراء الأولويّات فقط كالمواد الغذائيّة والدواء".

وبالنسبة إلى أثر الحرب على التجّار والموظفّين، يلفت عيتاني إلى أنّ " الحرب انعكست سلباً على التجّار والموظفين، إذْ أقدم عدد من أصحاب العمل على صرف بعض موظفيهم".

لا تحضيرات ميلاديّة

وعن التحضيرات لموسم الأعياد، يقول عيتاني: "لا يُوجد تحضير للأعياد في الوقت الحالي، فالأوضاع مأسوية، ولا يوجد حركة تجارية، ونأمل أن تنتهي الحرب قبل الأعياد".

في النتيجة يبدو أن الأسواق والتحضيرات للعيد، بانتظار ما قد يُنجزه آموس هوكستين. إذا تصاعد الدخان الأبيض، يباشر التجار تنفيذ برنامج زينة واحتفالات العيد، وإذا لم تنجح مهمة الوسيط الأميركي، ستكتفي الأسواق بالحد الأدنى من الزينة والاحتفالات.